فاكرين الولد الصغير محمد بائع الليمون الذي أعجب به أحد رجال الأعمال لأنه رفض أن يأخذ منه أية مبالغ نقدية بدون أن يأخذ منه الليمون؟ فطلب منه الرجل أن يمنحه شرف التصوير معه ليدور بينهما نقاش طويل، أظهر أن الطفل الصغير ذو ال12 عاما هو بطل أسطوري يعيش يتيم الأبوين ويرعى وحده أخا وأختا يصغرانه سنا، فيستأجر حجرة ويطعم أخويه، ويشتري الليمون ويعبئه في أكياس ويبيعه، ويكافح وحده في الحياة!
وطبعا الرجل الطيب نشر القصة صوت وصورة علي وسائل التواصل الاجتماعي ليتحول الطفل الصغير محمد إلى سوبرمان، تتلقفه برامج التوك شو، ويعرض عليه أهل الخير شقه، وعربية، والبعض يعرض التكفل بمصروفاته وتعليمه مع إخوته. . . . وفجأة يتضح أن الطفل الصغير محمد لا بطل ولا أسطوره وأنه طفل كاذب له أب وأم يحترفان التسول، وتشغيل أطفالهما واستغلالهم في قصص وهمية لاستدرار مشاعر الناس وابتزازهم عاطفيا وماديا، وان الطريقة دي بتكسب فلوس كتير.
طيب فاكرين الطفل إلى ظهر علي الفيس بوك وأطفال الشوارع بيضربوه ويعذبوه بملابسه الممزقة، وعيونه الباكية بغزارة، والذي تعاطفنا جميعا مع صوره وتباري أهل الخير لتبنيه والإنفاق عليه؟
طلع محترف تسول وقائد وزعيم عصابة من أطفال الشوارع محترفي السرقة، ويعمل بتعليمات من والدته التي تديرها من بعيد لبعيد، واننا جميعا كنا ضحايا له خدعنا بدموعه وابتز عواطفنا.
طيب فاكرين السيدة العجوزة أم نضارة التي تجلس تحت شجرة تبيع مناديل ويداها تمسكان بالقرآن ترتل آياته ليل نهار، إلى أن ذهب إليها فاعل خير ظهر في برنامج تلفزيوني، وأكدت أنها تربي أبناء بنتها الأيتام وقد رصد لها الشاب، راتبا شهريا ألفين جنيه، مقابل أن تعود لبيتها ولا تجلس لبيع المناديل في الشارع؟
هذه السيده شاهدتها بعيني منذ أيام تجلس أمام جامعة القاهره تمارس نفس القصة بحذافيرها. . .
الخلاصة. . اعملوا الخير وسط ناس تعرفوهم. . . فهم أولي بتبرعاتكم وأموالكم، ولا تخدعكم المظاهر الكاذبة.
——————
* مدير تحرير أخبار اليوم.