السبت , 20 أبريل 2024

الفراشة التى أسقطتها الوعود..!!

= 2306

 

بقلم: عادل عبد الستار العيلة

كانت كالفراشة فى البستان ، تجرى هنا وهناك ، تنتقل من محاضرة الى أخرى ، ومن سيكشن الى آخر ، تملؤها الحيوية والنشاط ، يملؤها الامل فى الغد بعد حصولها على مؤهلها الجامعى ، كانت مميزة بين زميلاتها ، متفوقه بين أقرانها ، ثم ظهر العريس فجأة ، الذى وعدها – حسب وصفها وكلامها – بأن تصبح ملكة ( يقصد أن تصبح مُدلله فى بيتها مُجابه فى طلبتها ) ووعدها إنها ستكمل تعليمها ، وإنه سيفعل لها كذا وكذا ، وصّدقت الفتاة عريسها والتى توهمت حينها إنها أحبته وإنه فارس أحلامها الذى سينقلها من الارض الى عناء السماء .

وتم الزواج بالفعل ، ولكن شيئا من تلك الوعود لم يتحقق.

ايها السادة … إن ما دفعنى لكتابة هذا المقال تحت ذلك العنوان ليس بسبب القصة التى ذكرتها فى السطور السابقة ، فهى قصة معروفة .. الوعود الكاذبة البراقة المعسولة والنتيجة دائما ( صفر ) إلا من رحم الله ، ولكن السبب الحقيقى لكتابة المقال أن الزوج هنا كان صادقا فى وعوده .. أبداً لم ينوى الغدر او الخداع بل والى الان يحبها بل ويعشقها ولكن مفاجآت الحياة جعلته عاجزا عن تحقيق ما وعد به رغم حبه لها.

ولكن بتوهمه وربما بأنانيته أضاع عليها حلمها بل ومستقبلها ، وربما يقول قائل هنا: واين المشكلة؟ طالما الى الان يحبها ويحافظ عليها.

واقول أن المشكلة هو ضياع الحلم ، المشكلة إنه ورغم حبه الا أن الحياه أتعبته فى مدها وجذرها وبالتالى اتعبتها هى الاخرى ، وكان من السهل فى حالة تكملة تعليمها أن تكون عوناً لنفسها وعوناً له ، وعوناً لابنائها فى المقام الاول.

ولى عتاب كبير هنا لصاحبة القصة التى ذكرناها فى اول المقال ، وهو إنها ايضاً تتحمل جزءا كبيرا من المسئولية، كان عليها أن تتحلى بالعزيمة والاصرار على تحقيق حلمها وتكملت تعليمها ، فهناك من تعرضت لنفس ظروفها ولكن كانت الارادة والعزيمة والاصرار موجودين لذلك وصلوا الى مبتغاهم … ولكن فى حالة صاحبة القصة على ما يبدو إنها أيضاً عاشت الحلم بأن تصبح ملكة ونسيت او تناست أن التعليم لم ولن يكون عائقا لها بل عونا وسندا وداعما لكل أحلامها . لا اريد أن اكون قاسيا عليها ولكن كان عليها ان تنتبه.

لذلك ..كان هدف المقال إن تكون رساله لبناتنا .. وهى ألا تتنازلى ابداً عن تعليمك مهما كانت الوعود ، ومهما شعرت من صدق الطرف الآخر ، لانه ربما لا يخدعك ولكن ربما تقلبت عليه الظروف والحياه .. ولا تقولى يا صغيرتى أن هذا مجرد إحتمال ، فليس بالضرورة أن تنقلب الحياة على الجميع .. واقول لك هناك أشياء لا تقبل المغامرة بها حتى لو نسبة المغامرة 1% …ومن تلك الاشياء وعلى رأسها تعليمك.

يا صغيرتى.. رسالتى لك ليست دعوة للتمرد ولكن دعوة للتأمل والانتباه .. دعوة للعمل بفقه الأولويات .. التعليم أولا وقبل كل شئ و أى شئ ، عندى تحفظ شديد على زواجك أثناء دراستك ولكن لا ارفضه، وفى نفس الوقت ومهما حدث صممى على تكملة تعليمك ، التعليم حتى وإن قالوا لك ليس هناك تعيين فى الحكومة، ولا يوجد عمل وكذا وكذا ، ولكن اعلمى أن التعليم مثل قطعة الذهب مهما مر عليها الزمن لا تفقد قيمتها وسيأتى اليوم الذى ستحتاجين له.

التعليم سيشعرك بذاتك ، سيشعرك إنك حتى وإن تقلبت بك الحياة سيكون تعليمك سندا لك بعد الله عز وجل ، بل ربما اتجاسر واقول إنه وفى زماننا هذا وفى مجتمعاتنا العربية الذى يؤمن فيها الرجل بالنظرة الفوقية للرجل على المرأة أرى أن تعليمك ربما كان الحصن الذى يمنع او يقلل ضرر وسلبيات تلك النظرة الفوقية القبيحة … صغيرتى إنتبهى حتى لا تكونى كالفراشة التى اسقطتها وربما قتلتها الوعود البراقة.

(حفظ الله بناتنا … حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً)

شاهد أيضاً

رياح الخماسين.. مركز المناخ: انخفاض الحرارة من اليوم لمنتصف الأسبوع القادم

عدد المشاهدات = 2477    قال الدكتور محمد على فهيم رئيس مركز معلومات المناخ بوزارة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.