الخميس , 25 أبريل 2024

جيهان جمال تكتب: يوميات باحث عن السعادة

= 4363

 

وجدتهم يقولون ان السعادة صنيعتنا نحن .. فنحن الذين نخلقها ان لم نستطع أن نعيش تفاصيلها الحقيقية بحضن الأيام ..

فتقبلت على مضض كي اتعايش أو علني اشعر كمثلهم، و أصير ذلك المنتشي من فرط السعادة …

فربما انطلق لأرفرف بأجنحة محبتي التي تتسع للجميع ..

فتجدني حين أشتاق لصديق اسارع بالسؤال عنه ..
وحين أشتاق للعدو خارج الصندوق تجدني اصطحب الممكن …

فأستمع لمقطع موسيقى احبه ..

ثم إذا اشتقت للونس تجدني أشاهد مسلسل تلفزيوني قديم .. أو فيلم أجنبي أو عربي من أفلام الأبيض والأسود ..

وإن اشتقت لصُحبة أعد لنفسي فنجان قهوة، واقرأ رواية أو استمع لحديث بالراديو ..

ثم يستوقفني وسط كل هذه السعادة التي اصنعها لنفسي اني اشتقت لسماع صوت، ورؤية وجه أمي، وأبي ..

فتجدني انتبه اني بالفعل لن أستطيع ان استقل سيارتي لأذهب إليهما وقتما شئت ..

ولن أستطيع أن أرفع سماعة الهاتف وقتما شئت ..

لأكتشف اني مجرد صانع للسعادة لا أكثر …

أما السعادة بكل مافيها من همس، ولمس، وود وضحكات، وقفشات تنطلق من القلب فغير موجود ….

التواصل الحقيقي مابين الأخذ، والعطاء غير موجود ….

فكل ما مضى كان تصوري الواهم كما حدثنا نزار قباني عن الحب الذي لو لم يكُن موجوداً على الأرض لاخترعناه ….

وكما المسافة مابين السماء، والأرض أن تصنع أو تخترع الأحاسيس، وأن تعيشها، وتغمر أيامك بأوقات حقيقية ملموسة بالحياة …

فخرجت إلى الشرفة، وإذ بضجيج منبعث عبر شرفة جيراني يهزني بعد ان كنت اتأفف منهم، ومن ضجيجهم، واغلق بيني، وبينهم ألف باب وباب ..

لأفيق من شرودي على ابتسامة عريضة تملاء وجهي، وهواء نقي ينعش قلبي، ولسان حالي ينفك عن عقدة السكوت، و يحدثني عن جيراني الأعزاء قائلاً ..

ليتهم يعلمون قبل فوات الأوان انهم يعيشون بالفعل تفاصيل الأيام بكل مافيها من حياة، ويتمسكوا بخيوط السعادة التي ربما لايستشعرون قيمتها الآن.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3198 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.