يكتبه: عبد الناصر عبد العزيز
منذ طفولته وهو متمرد على واقعه وظروفه.. لايرتضى ان يأكل من الطعام الذى تقدمه أمه له ولإخوته ..يطلب طعاما خاصا به ولايبالي بفقر الأسرة ورقة حالها…حريص جدا ان تكون ملابسه مميزة عن أخوته بل عن كل رفاقه من اهل القرية…
بالكاد حصل على الدبلوم الفنى…كل فترة ينزل إلى القاهرة…بحجة البحث عن عمل ويعود خالى الوفاض فارغ اليدين..ولايحمل سوى صورة على أبواب فنادق القاهرة مع النجوم والفنانين….يافرحتى!
إرتحل الفتى إلى شرم الشيخ ظنا منه انه سيجد فيها أرض أحلامه وجنته المنشوده…عمل فى فندق متواضع لمدة بسيطة..لم يستغرق وقتا فى الوقوع كضحية سهلة الصيد فى شباك أوكرانية عجوز فقيرة إبتسمت له مرة أو مرتين على الأكثر!!
تزوجها وارتحل معها لوطنها …لم يتذكر أهله مرة أو مرتين خلال رحلة عمر زادت عن عشرين سنة…مات والده ولم يحضر له عزاء…وكذلك أمه! وأحد أشقاؤه….!
بعد هذه الرحلة الطويلة…عاد الخواجة…بعد ان إنفصل عن زوجته…عاد وقد قارب على الخمسين…عاد ليحاسب اشقاؤه ويسألهم عن حقه فى ميراث ابيه القليل….عاد يسألهم لماذا لم تحجزوا لي شقة وانتم تبنون البيت….عاد ومعه ولدان….يعانيان الأمرين فى التأقلم مع مجتمع هما أبعد ما يكونا عن عاداته وتقاليده!
عاد ينازع على المال ويبحث عن حقوقه! عاد بلامال…وبلا أخلاق ولا إنسانية…فكيف السبيل…..؟!
(طاب مساؤكم)