الجمعة , 29 مارس 2024

بنحب ليه؟| الحلقة الرابعة (سيمفونية الحب)…تكتبها رشا صيرة

= 8744

 

 

“لا توجد كلمة فى القاموس تعددت معانيها وتنوعت وتناقضت بقدر كلمة أحبك…..
كأنها لها معانى بقدر عدد الناس ….! “
فى كتاب سيكولوجية الحب يشرح الكاتب مراتب الحب …
فيذكر ان الحب هو عاطفة مركبة منها
(الهوى) وهو التوجه إلى الصواب
و( العلاقة) وهى حب يلزم صاحبه وسميت علاقة لتعلق النفس بالمحبوب ثم ( العشق) وهو فرط الحب
و (الشغف) وهو اللى يجد فيها المحب لذته فى الحب
ثم ( الوله) وهو ذهاب العقل من شدة الحب
ثم (الوجد) وهو الحب الذى يتبعه حزن
و(الشجن) حب فيه الهم
و(الشوق والأشتياق) نزاع النفس الى الشئ
و(الوصب) ألم المحبة
و(السهر والأرق والكمد) من لوازم الحب والشوق
و (الخله) توحيد المحبة
و (الود) خالص المحبة
و(الغرام) هو الحب اللازم للشخص.
كل الأسماء دى مظاهر وحالات سيكولوجية لشئ واحد أو عاطفة مفردة تعنى ( التأثر الوجدانى) بالمحبوب والاحساس بالترابط مع شخصه والشوق والحنين اليه…
لو الحب بقا قوى هيبقا عشق
والفرق بين العشق والحب والمحبة
الحب والمحبة بتكون بلا شهوة ….بينما العشق بيقترن بالشهوة
ويكفى المحبة أنك تطلب الخير والسعادة لشخص أخر …فالمحبة شئ سامى يخلو من رغبة جنسية وبتميل أكثر الى معنى صوفى أو دينى
فالمحبة عند الصوفية هى ان تهب كلك لمن أحببت فلا يبقى لك منك شئ
والعشق عندهم اتحاد ذات المحبوب بذات الحب الى ان يصل الى الفناء عن رؤية النفس وهو ان العاشق بيوصل لمرحلة لا يسمع الا لمحبوبه ولايبصر ولا يدرك إلا به وله ومنه فناء به عن نفسه وعن الأشياء كما قيس بن الملوح المسمى ( مجنون ليلى)
أما الحب عند علماء النفس فله خمس انواع:-
(الحب الأخوى) بيكون بين الأخوة أو بنشعر به بين الناس فنطلب لهم الخير.
(الحب الابوى) بين الاب لأولاده وبيعتبر الشخص ان الجميع أولاده ويسعى لمصالهم ويفضلهم على نفسه ويحس انهم أمتداد لوجوده .
(الحب الشبقى) يكون عشقاً لمحبوب وبيطلبه دايمًا ويتمنى وصاله
(حب الذات) يرضى فيه الشخص نفسه عن الأخرين وبيدفعه للأستحواذ ودايماً بيبقى عاوز انه يكون أفضل مما عليه ومميز عن كل الناس.
(حب الله)أعتقاده ان الله خالقه وان حركته فى الحياة محسوبة بقيم عليا ، الإيمان بيديله ثقة فى نفسه وأمل فى حياة أفضل وبيحميه من الشك اللى ممكن يدمر تفكيره ويدفعه لليأس.
أما الحب عند الأغريق القدماء وهم سادة العالم فى فحص وتقسيم أنواع الحب وكان لهم عشر كلمات للتفريق بين أنواع الحب وقام( جون آلان كى ) بتقسيمهم الى ستة تقسيمات حسب توليفة الحب ( الشهوة والحب الرومانسى والأرتباط)
والأنواع هى :-
١-إيروسEros—- هو الشغف والاثارة الجنسية والحب ذو الطاقة العالية لشريك مميز…وايروس هو اتحاد الشهوة مع الحب الرومانسى .
٢- الهوسMania—- هو الحب الأستحواذى والوسواسى والأعتمادى ..فمعظم الناس ممكن يصبحوا بعد الوقوع فى الحب وسواسين أو غير منطقيين أو استحواذيين على من أحبوهم
٣- بروتس( اللعبه) Ludus—- الحب اللعوب او غير الجاد اللى فيه ممكن يحب فيه المحب أكثر من شخص فى الوقت نفسه ….والحب بيكون عندهم لعبه
الحب هنا مزيج مركب من الشهوة المتوسطة مع المرح والاستهتار.
٤- ستورج Storge— حب المؤانسة الودود الأخوى وحسن الصداقة وهو علاقة عميقة بتخلو من أستعراض المشاعر يتحدث فى هذه العلاقة الأشخاص عن اهتماماتهم بدلاً من مشاعرهم ( حب بلا حرارة).
٥- المدهش Agape—- هو حب روحانى زاهد – غير انانى بتكون المشاعر عند المحبين واجب وليس شغفاً وبيكون عندهم أستعداد انهم يوقفوا العلاقة لو كان الأفضل لحبيبهم، وبيستسلموا بكل ترحيب لو فى منافس اخر لهم .
٦- الواقعىPragma—- هو حب يقوم على التوافق والأنسجام والحب هنا كأنه نوته أو قائمة بيضع فيها كل طرف منفعته من الأخر وانه هيكسب ايه من حبيبه !
والنوع ده من الحب لا يعتبر حباً.
وكتير من الأبحاث النفسية أهتمت بانواع الحب وطرق الحب ومكونات الحب وأحد مفاهيم الحب المشهورة بتعود للأخصائى النفسى ( روبرت ستينبرج) وقسم الحب الى ثلاثة مكونات أساسية :-
١- الشغف Passion
ويشمل الرومانسية – الانجذاب الجسدى – الاشتياق الجنسى .
٢- الحميميةintemacy
وتضم مشاعر الدفء- الالتصاق- التواصل- الارتباط.
٣- القرار/ الالتزام Decision/commitemet
القرار بأن نحب شخصاً ما والالتزام بمواصلة هذا الحب .
ستينبرج يرى ان الهيام يتكون من الشغف فقط ؛ فى حين ان الحب الرومانسى هو عبارة عن شغف وحميمية.
أما الحب الكامل consummate love بيتكون من شغف وحميمية والتزام .
الحب هو نسيج من المتناقضات ويوجد فى العديد من الاشكال وممكن نوصفه باى شكل نرتاح له ….والحب الرومانسى له تنويعات وعلاقات معقدة ومتعددة وغريبة والحب هو سيمفونية المشاعر مع العديد من النغمات الموسيقية
فالأمر معقد لان شبكات الدماغ للحب الرومانسى تختلط مع معظم أجهزة الدماغ الأخرى ومع شباك الدوافع الأساسية الأخرى ومع المشاعر المتعددة والذكريات والأفكار وكل هذه المكونات وهى ما يسمى توابل المشاعر الرومانسية ؛ فمشاعرنا بتنتمى الى الشغف الرومانسى ، فالمشاعر لها درجات متصلة بتبدأ من المشاعرالأساسية اللى بيصعب إخفائها مثل (الأشمئزاز) الى المشاعر اللى بيسهل اخفائها مثل( الحسد ).
والمشاعر الإنسانية لدى الإنسان متوارثة لا ارادية ممكن التعبير عنها بسرعة ، ويصعب تمثيلها وتظهرها تعبيرات الوجه وغالباً يصعب السيطرة عليها مثل مشاعر الخوف والغضب والفرح والحزن والدهشة
وتستولى رغبة الحب على كل هذه المشاعر الاساسية ؛؛ فممكن تلاقى نفسك فى رغبة ملحة فى الاتصال بحبيبك وخايف من انك تكون خارج المنافسة فى حبك له وبعدين تفرح لو رد على اتصالك … وقالك أحبك ؛؛ وتندهش لو لغى معاد بينكم كنت أتفقتوا عليه فتحزن!!
والحب بيرتبط بمشاعر أكثر تعقيداً مثل الاحترام والاعجاب والاخلاص والتقدير والتعاطف والرهبة والحياء والحنين الى شئ ما والاسف والندم لحد ما نوصل لمشاعر الاحساس بالعدل …ودى اطلق عليها الفيلسوف ( ديلان ايفانز ) اسم العواطف المعرفية العليا …وده لانها بتتفاعل أو تتصاحب مع عادات مميزة ومحددة للوجه، وبنلاقى ان الرجال والنساء عندهم قدرة على إخفاء المشاعر دى وبنوصل لحالات مشاعر مركبة عندما نحب
فالبهجة والهدوء والتوتر والقناعة والقلق والألم الخفيف والاستمتاع مشاعر بتساهم فى تكوين الحب زى ما وصفها عالم الأعصاب ( أنتونيوداماسيو ) بانها مشاعر خلفية توفر صورة طبيعية للجسم والمزاج المستمر اللى بيصاحبنا باعتبارها مشاعر قوية ودوافع تنحسر فى اوقات وتثور فى أحيان أخرى .
ومن حين لأخر فإن حالات هذه المشاعر الخلفية تندفع لعقلك الواعى لكن هذا التيار الخفى الثابت من القلق والألم والبهجة هو اللى بيلون مشاعرك انت وحبيببك …
والتوليفة دى من المشاعر والدوافع لها قدرة على انها تأمر الدماغ فممكن يتغلب الخوف على الفرح ، والغيرة ممكن انها تخنق الحنان ، والحب ممكن انه يسيطر على دوافع الأكل والنوم، ويمكنه انه يخلق مشاعر خوف وغضب واشمئزاز ممكن انها تسيطر على أحاسيس الواجب تجاه الأسرة أو الأصدقاء وممكن انه ينتصر على نزوات الحياة .
الحب زى نغمات البيانو ….شعور الشغف يتناغم مع أعداد لا حصر لها من المشاعر والدوافع والأفكار بتخلق نغمات مختلفة وكل واحد منا له تركيبه مختلفة ، مننا اللى مؤهل للسعادة …ومنا مؤهل للهدوء أو القلق أو الخوف أو الغضب …
وفى النهاية كلنا بنتشارك فى الحب الرومانسى .
وكل ده وجد ليعزف ( سيمفونية الحب).
(( إن السعى وراء الحب يغيرنا ، فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته ، فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحب حتى يبدأ التغير من الداخل والخارج)) إليف شافاق.

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة| عقدة النقص … تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 16538    لما بنلاقى حد بيفتخر بحاجات عنده ، وبيألف قصص نصها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.