السبت , 20 أبريل 2024

بنحب ليه؟…الحلقة الثالثة (توليفة الحب) تكتبها: رشا صيرة

= 4087

الحب توافق وانسجام ( شكسبير).
الحب حالة تجتمع فيها الأحاسيس وأحياناً بتكون متنافرة ؛ ممتئلة بالحيوية والنشاط والحنان والرحمة واللهفة والفرحة واليأس!
كل الأحاسيس دى بتتجمع ودايماً بتكون متغيرة بها أحتياجات متحولة ومشاعر مقيدة بكائن تانى أى كلمة صغيرة منه أو بسمة بترضينا وبتفرحنا أو بتحزنا !
فالحب يتشابك مع اتنين من دوافع التزواج اللى بيكونوا توليفة الحب وهما الشهوة والاشتياق ( الإشباع الجنسى) والأرتباط( المودة ) أو مشاعر السكينة والامان اللى بتتحد مع شريك لمدة طويلة فى العمر …الدوافع دى بتمشى عبر مسارات مختلفة فى المخ كل منها بينتج سلوكيات مختلفة وآمال وأحلام متغيرة ، وكل ده بيصاحبه كيميائيات بالمخ مختلفة .
اى اتنين علشان تنشأ بينهم علاقة بيحافظوا بالوقت والطاقة على علاقتهم الغرامية وكل ده بتقوم فيه دوائر الدماغ بعامل المساعد علشان يبقوا مع بعض لمدة طويلة…
شبكات الدماغ وهى الشهوة والحب الرومانسى والأرتباط ما هى إلا اجهزة متعددة الاغراض كل واحدة منها بتعمل على ابقاء التانية ودى اللى بنقول عليها توليفة الحب .
فالرغبة الجنسية تخدم المتعة والمغامرة وبتحافظ على العلاقة
والحب الرومانسى بيساعد على ابقاء المحبة او بيقودك لأنك تقع فى الحب مع شخص أخر جديد
ومشاعر الأرتباط بتساعد على إظهار المحبة الحقيقية للأطفال والاسرة والاصدقاء .
فالحب بيشق طريقه من خلال شبكات الدماغ وبيغزل نسيج حياتنا .
والحب بيتغير مع مرور الوقت وكتير بيشتكى من تحول العلاقة من التوهج إلى الهدوء لدرجة ان الازواج ممكن يبطلوا كلام وخروج مع بعض وبتختفى مشاعر النشوة والأشتياق واللهفة وبتتحول من الطاقة العالية إلى طاقة ذوبان بتتلاشى فيها المشاعر الحلوه وتحل بدل منها مشاعر باردة
ولكن لو كنت شريك محظوظ هتلاقى ان كل ده بيتحول الى مشاعر جديدة من الأمن والراحة والهدوء والاتحاد مع الشريك وده أطلقت عليه الأخصائية النفسية ( إلين هاتفيلد ) اسم ( الحب الرفاقى) نسبة إلى الرفيق
ودى مشاعر مساعدة متكاتفة بالتواجد مع شخص أخر هو نفس الشخص اللى تشابكت حياته مع حياتك بعمق وده بيوصلنا لمعنى الترابط
وعلى الرغم من ان عاطفة الحب بتمشى فى شكل منحنى تطورى هابط وبتتحول فيه العاطفة الرومانسية تدريجياً نحو مشاعر من الارتباط العميق فإن دوائر الدماغ التلاتة ممكن انها تشتعل فى اى رابطة اى إن كانت ….فبنلاقى ان لما أمرأة ورجل بيتقابلوا بيقعوا فى الحب بسرعة واوقات ببطء ومع تصاعد الصداقة الحميمة اللى بتصل الى الزواج ثم مع مرور الأشهر والسنين من الأوقات السارة بتلاقى العواطف بتخف والرغبة الجنسية بتختفى وهنا بيوصفه ( تيو دور ريك ) بالارتباط الدافئ بعد التوهج ..وبنلاقى سيناريو التوليفة ممكن يزور اى اتنين لما التوليفة تصبح قوة للاتحاد العاطفى والالتزام .
مشاعر الشهوة ممكن تخليك ترتبط بشخص معين لانك حسيت ناحيته برغبة جنسية بتفضل تلح عليك لوقت طويل وبعدها ممكن تمارس العلاقة دى وبعدها ممكن تلاقى نفسك فى شعور وسواسى بيوقعك فى حبه ومع الوقت بتلاقى جواك مشاعر عميقة نحو حبيبك فى الحالة دى الشهوة سبقت الرومانسية وادت الى الارتباط .
وفى علاقات بتبدأ بالأرتباط وبعد كده بتتحول للاتحاد العاطفى زى زملاء العمل أو الجامعة أو اللى بيجتمعوا مع بعض فى علاقات إجتماعية وبيصبحوا أصدقاء ومع الوقت بيتحول الارتباط إلى عاطفة ومنها بتيجى الشهوة .
وفى فترات فى حياة كل واحد ممكن تلاقى ان توليفة الحب مش بتكون مركزة على شخص واحد فقط!! وممكن الانسان يلاقى نفسه بيحب اكتر من شخص( فيرتبط) مع شريك ويشعر (بعاطفة) تجاه شخص آخر ويشعر( بشهوة) ورغبة جنسية ناحية شخص أخر لما يقرأ كتاب أو يشاهد فيلماً وبتكون هنا المشاعر متأرجحة غير ثابتة على حال وده بسبب ان الدوائر التلاتة الموجودة فى الدماغ احتلت دماغك واشتعلت بشكل تفاعلى وكأنها عقدت إجتماع للجنة ثلاثية فى دماغك !
وهنا بتحس بإن الحب متوحش لان كل المشاعر هجمت عليك بشكل غير متوقع فى حالة من امتزاج المشاعر …كل شعور جرك لشعور أخر خلق جواك شعور غامض ومحير قدام نفسك ولكن بمجرد أنك تبدأ فى تصور ان توليفة الحب ( الشهوة والحب الرومانسى والارتباط )دوافع محددة للتزواج كل دافع منهم وجد علشان ينتج عنه عديد من المشاعر المتدرجة بتمتزج مع بعضها هتبدأ تحس ان الحب واقع ملموس وبعدها نقدر نفهم ان للحب معنى وانه له أنواع ….

( الحب لا يتعلق بما تتوقع ان تحصل عليه من الطرف الأخر …بل بما تتوقع ان تمنحه له والذى يكون كل شئ )
كاثرين هيبورن.

ولسه للكلام باقية فى “بنحب ليه”؟!

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة…(الحب مقابل العطاء)…تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 6875  “الحياة موازنة بين العمل والحب ، ومن السذاجة ان نتوقع ان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.