الخميس , 25 أبريل 2024

هبة حسين تكتب: قبل فوات الأوان

= 1946

 

 

فجرت واقعة “طفل المرور” قضية هامة تتمثل فى حقيقة الدور التربوى الذى يلعبه الآباء والأمهات فى تنشئة الأبناء ومدى معرفتهم بالتغيرات أو التطورات التى تلحق بهم.

لم يكن السلوك الوقح أوعدم احترام الآخر هو السقطة الوحيدة فى حالة هذا الطفل وأصدقائه، فهم أيضا يتعاطون الحشيش كما أثبتت التحاليل، وبالتأكيد لايعلم الأهل. والسؤال هنا: هل يؤدى آباء هذه الأيام المهام المفروضة عليهم تجاه أبنائهم أم أن الأب فى كثير من الحالات يكتفى بكونه ممولا للأسرة، وهل تنشغل الأم بمسئوليات أخرى أم تقنع نفسها بأنها تمارس أمومتها بمجرد توفير الاحتياجات الغذائية والمادية لأبنائها.   

الواقع أنها أزمة جيل وليست حالة فردية نرصدها فى سلوكيات غريبة حولنا وهى نتيجة لغياب الصلة الروحية والتوجيه والرقابة غير المباشرة  والحوار الهادف بين الوالدين والأبناء. هذا التراخى من جانب كثير من الأباء فى متابعة أحوال أولادهم يدفعهم للضياع ولمخالطة أصدقاء السوء أو على أقل تقدير يسلبهم الاحساس بالانتماء للأسرة.

واذا كان البعض يسعى وراء الاستثمار فى المال لتوفير ظروف حياة أفضل، فلاشك أن الاستثمار فى الأبناء لايقل أهمية، فمن خلاله نساعدهم ليصبحوا شخصيات سوية تعرف حقوقها وواجباتها فى المجتمع. نريد جيلا يشعر بقيمته الحقيقية من خلال قدراته ومكانته فى عيون أبويه وليس فى سيارة فارهة يركبها أو أموالا زائلة ينفقها أو شعور زائف بالكبر والتعالى على الآخرين.

استثمروا فى عقول ونفسية أولادكم وراجعوا علاقتكم بهم قبل فوات الأوان.  

—————————————————

  • مدير تحرير أخبار اليوم.  

hebahusseink@gmail.com

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 2543 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.