حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
مع إعلان فوز المرشح الرئاسي الأمريكي “جو بايدن” بالإنتخابات الأمريكية، ليصبح “بايدن” الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، استرددت ذكريات إنتخابات الرئيس الـ45 للولايات المتحدة “دونالد ترامب”، تلك التي فارق فيها صديقي القبطي الذي كان يعمل في منصب مرموق، ويكتسب راتباً ليس بقليل، دخلا يتطلع إليه كثير ممن كانوا نظرائه أو يزيدون عليه علماً وثقافة، لكنه غادر..
في 2016 لم ينبئ أحداً أنه أنتوى الرحيل كمندوب حقوقي لمراقبة الإنتخابات الأمريكية، تلك الأكذوبة التي أخبر بها الجميع بعد علمهم مغادرته، لكن الحقيقة أنه سيمكث طويلا في “يونايتد ستيتس”.
4024 تأشيرة حصل عليها مصريين قدموا في برنامج الهجرة الشوائية إلى أمريكا في عام 2016الذي إرتحل فيه صديقي، من إجمالي 512901 مصري تقدموا لنيلها، ظننت أن صديقي القبطي من بينهم لكن لم يكن.. إختار الطريق الأبطح الميسور وهو تقديم طلب لجوء لكن مازال يرفض.
على النقيض هذه المرة، كانت حسابات صديقي الرصين، غافلة غير محكمة، لم يمعن النظر حوله، كان عليه رصد ما حدث في العام ذاته لصالح الأقباط قبل متابعة الإنتخابات الأمريكية.. ففي 2016 و بعد قرابة 73 عام على انتخابات برلمان عام 1942 فى مصر، الذى كان علامة فارقة في المسيرة البرلمانية لأقباط مصر، حين فاز 27 نائباً فى ذلك العام.
جاء عام 2016، ليضم مجلس النواب المصرى، 39 نائباً قبطياً تحت قبته، بينهم 36 نائباً ونائبة قبطية، دخلوا تحت قبة البرلمان عبر صناديق الاقتراع، وتعد هذه النتائج هي الأفضل بالنسبة للمرشحين الأقباط على مقاعد الفردي وبدون كوتة من بعد ثورة يوليو 1952، أيضا بناء أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، وهي كنيسة ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي كانت مجرد فكرة و باتت صرحا على مساحة 15 فدانا أى ما يعادل 63 ألف متر مربع.
ولا ننسى صدور قانون رقم 80 لسنة 2016 بشأن بناء وترميم الكنائس بما يكفل حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية..مكاسب مدراره لن يُبصرها سوى الوطنيين حقاً والمؤمنين بقول الكتاب المقدس” لا كالعهد الذي عملته مع آبائهم يوم امسكت بيدهم لاخرجهم من أرض مصر لانهم لم يثبتوا في عهدي وأنا اهملتهم يقول الرب”.
صديقي هجر متابعاً للإنتخابات الأمريكية، وغفل إنجازات مصرية لذا قوبل لجوءه بالرفض، ومع مغادرة “ترامب” للبيت الأبيض، مازال صديقي تائِه في “يونايتد ستيتس”.
————
* صحفية بمجلة المصور.
