الخميس , 28 مارس 2024

داليا جمال تكتب: أرادوها شرا.. فأصبحت خيرا

= 3871

مصر أقدم دولة في تاريخ البشرية .. لم يستطع مستعمر أو طامع في خيراتها أو أراضيها .. أو نيلها أن ينال منها .. فهي محروسة بإذن الله ورعايته .. وقد شاءت الأقدار أن يفيض نيلها ويزيد في الوقت الذي قامت فيه أثيوبيا باحتجاز مليارات الأمتار من مياه النيل خلف سد النهضة.. فهطلت الأمطار بوفرة وبقوة لم تحدث منذ عشرات السنين حتي إمتلأت بحيرة السد العالي عن آخرها.

ومازال الخير لم ينقطع، ولازال التدفق مستمر، وسيتم تحويل الفائض الي مفيض توشكي. بل أن وزارة الري سوف تنتهز الفرصة لزيادة المنصرف من مياه السد العالي ورفع منسوب مياه النيل لتطهير وغسل فرع النيل في رشيد مستغلة هذه الوفرة من المياه لما في ذلك من فوائد للتربة وللزراعة في المستقبل.

ولكن مع هذا الإجراء ستحدث بعض الآثار الجانبية علي أراضي طرح النهر والجزر الموجودة في النيل .. لأنها ستغرق عند زيادة منسوب النيل، وقد تضطر الدولة إلى ترحيل سكان هذه الأراضي والجزر ما سينتج عنه خسائر وتشريد لهم .. في مشهد مقارب لمشاهد فيضان النيل بالسودان خلال الأيام الماضيه. وهو ما لا أتمني أن أراه في مصرنا المحروسة.

قرى السودان غرقت غصبا وكرها .. ولكن نحن نملك الإمكانيات الأقوى، والظروف مختلفة، كما أن مقدرات التحكم بالمياه والمحبس بأيدينا .. ولا داعي لتحويل نعمة وفرة المياه الي نقمة تغرق الأراضي وتقتل المواشي وتشرد العائلات. والمثل بيقول : دفع الضرر مقدم علي جلب المنفعة.

وكما انعم الله علينا بالماء والخير الوفير .. فقد انعم علينا أيضا بالعقل السليم حتي لا نخلق مآسي لمواطنين من بلدنا نتيجة قرارات غير مدروسة جيدا، فنحن لسنا أمام فيضان قهري لا يمكننا التحكم به .. وإنما هي مسؤلية قرارنا… خاصة وأن مفاتيح بوابات السد العالي في إيدينا .. وتصريف مياهه خاضع لإرادتنا .. أدام الله نعمته علينا .. وحفظ مصر وشعبها من كل شر.
—————-
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6409 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.