حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
بقالى فترة كبيرة مبكتبش ولا بناقش أى مواضيع .. بس فيه موضوع حصل واستفزني اكتب عنه ..رغم انه مش جديد علينا .. !
القصة إن فية طفلة مسيحية ماتت بسرطان فى المخ وأحد الأشخاص علق وكتب (الله يرحمها) بس يا سيدى بعدها عينك ما تشوف إلا النور كمية تعليقات غريبة وعجيبة وغير لائقة..
إحنا ديننا كمسلمين وصانا على أصحاب الديانات السماوية الأخرى إنهم يعيشوا معانا فى أمان الله وسلام .. بدون أى أذى ولا حتى نجرح شعورهم .. وهما كمان دينهم أمرهم بكده تجاه غيرهم..
وأظن جه الوقت اللي نقول فيه للجميع: كفاية بقى إرحمونا وبطلوا تجريح فى غيركم عشان مش نفس الديانة… إحنا مش فى حرب .. صلحوا من نفسكم الأول وخليكم فى حالكم وإعملوا إنتم اللى عليكم من ناحية ربنا وملكش دعوه بغيرك..
واجبى كصحفية يحتم عليا الصدق والأمانة فى النشر .. وأنا شاهدة على التعليقات اللى جت على بوست الطفلة اللى ماتت ؛ بغض النظر عن ديانتها إنتوا حاسين بأهلها اللى فقدوا بنتهم فى ظروف قاسية للغاية .. بخلاف العذاب اللى البنت شافته قبل موتها ؟
الأساتذة اللى كتبوا الكومنتات الجارحه دى عارفين يعنى إيه سرطان وكيماوى .. ولا حاسين ولا فاهمين حتى دينهم صح .. بقولهم كفاية بقى خلونا نعيش فى حب وسلام وإعملوا انتو بس اللى عليكوا من ناحية ربنا وسيبوا الخلق للخالق..
حتى علماء الأزهر يرفضون مثل هذه التصرفات .. ومنهم الشيخ أبو المجد سيد أحمد البيلى وكيل الوزارة بالأزهر الشريف الذى تواصلت معه كى أسأله وأستفتيه فى الأمر.. والذى يدعو أيضا إلى العيش مع إخواننا المسيحيين فى أمان وسلام وأخبرنى أيضا أن الإسلام نهى عن التعرض لهم بأى أذى..
تلك هى النماذج المشرفة التى يجب أن يحتذى بها على الصعيد الدينى والأخلاقى والإنسانى كما يوجد أيضا نماذج يحتذى بها من المسيحيين مثل رجل الأعمال الخلوق “مايكل عزيز” الذى يتعامل مع كل من حوله بكل أخلاق وإنسانية وتقديم يد العون لهم حتى لو كانوا على غير ديانته ، ولكنى الآن أرى أنه من واجبى أن أذكر مثل هذه النماذج المشرفة فى المجتمع..
وفى نهاية مقالى أتوجه بخالص التعازى لأسرة الطفلة الفقيدة “ريموندا عصام” وأعتذر لهم عما حدث فى تعليقات الناس عديمة الوعى الدينى والإنسانى.. وأكرر إعتذارى لهم نيابه عنا جميعا وشكرا.
