منذ وجع أو أقل بآهتين
أخذت تفتش عن نهر
إذ تطل بنور رقتها
يوشم على جيد السماء
قلادة الريح
وقصيدة حبر غزير
وأخبرتْ قلبها:
التراب لن يحترم عبورك الطيني
لن يرضى غرسك عربة في أرضه
لتزلزل حركة التيه
قد يتناثر الغبار
من أبواب السر العميق
وحذرت قلبها:
ستكون الوحيد الذي
يسيل من بين شفاه الريح
الوحيد الذي يساوي نبضه وشوشات الماء
على انخفاض مرتبك
من عمق قعرها،
لتنتشل بنفسج الليل من اشجار النجوم.
ستجبر مخترع الورد
ان يمتثل لقانون رزين
لنغزل للورد
فستانا يمقت الشوك
تخبره ان يرحل الى وطنه المنفى
كي يغترب
فتغفل عن محطاتنا قطارات الشجن.
بعيدا..
منذ شجن عابق بالآه
صلبت كفيها
على نسيم خدّيها
فانسكبت جِنانٌ فاتنات
من شقوق انامل
تهتز الرجفات في حضرتها،
ماذا يكون لو ان هذا التيه
لا يدري عن الدمع إلا رقصة المطر؟
و أخبرت قلبها:
كم انت انقى من دمع الورد
أجمل من آرائك القمر
يتبعك الفراش
حين لا ضوء سواك
اذا سرقته العتمة.
فأي غربة يا قلب
تجبرني على العلقم فيك؟
و كم ترى دارت بفصولي الأرض
حتى صار صوتي
مرير النداء؟
وأخبرت قلبها:
وحدك من يمد غصونه لبياضيَ الشاهق
بدفء فيذوب في المدى نور
يغرق الظلام
يوقد في يدي تسبيحة عشق
فأعود كالأطفال بسمة ندية في مقلتيك.
————————–
* شاعرة مغربية مقيمة بفرنسا