مثل أي طفل مثالي كنت أجيب عن سؤال: ماذا ستصبحين حين تكبرين يا ريمة؟
بإجابة حاسمة: دكتورة.
على الرغم من أنني كنت نبيهة كفاية حتى أكتشف كل يوم مهناً أخرى أكثر جدوى, كأن أصبح صانعة حلويات أو رائدة فضاء أو جنية أسنان, لكنني لم أكن أجرؤ على التفوه بهذه الأحلام؛ كي لا أبدو أقل شأناً من الأطفال الآخرين.
ومثل غالبية الأطفال, لم أصبح دكتورة, وأمضيت وقتاً لا بأس به من عمري, وأنا أبحث عن مهنة تليق بروحي البدوية التي لا يمكن أسرها في مكان لاهواء وضوء فيه.
اليوم أسأل نفسي السؤال ذاته: ماذا ستصبحين حين تكبرين يا ريمة؟
وأذكر نفسي بأنني هذه المرة لا أملك متسعاً من الوقت للتهور وارتكاب الأخطاء.
والإجابة القلبية الوحيدة عن هذا السؤال اليوم: أن أصبح سعيدة.
لا مزيد من الأحلام بإنجازات عظيمة, لا أمنيات طائشة, لا غيلان مقيدون إلى أشجار, لا ديزني لاند, لا سوبر مان.
فقط أنا في مكان لا ضجيج فيه, أبتسم وأسامح الحياة على أخطائها القديمة, وأضحك بلامبالاة أمام أخطائها الجديدة, وأفعل هذا كله؛ لأنني برفقة الحب.