السبت , 20 أبريل 2024

إيمان سليمان تكتب: هل أنت مستعد للتمكين؟

= 3982

قد يعاني البعض منا في مختلف قطاعات الدولة من معوقات كثيرة عند أداء عمله ومن أهم هذه المعوقات وجود المركزية في السلطة وعدم إستيعاب بعض القادة والمديرين بما يعرف بعملية التمكين أو التفويض في العمل لمرؤوسيهم ولايثقون بعملية التغيير التي تفرض نفسها في الوقت الحالي.

ومع تقدم علم الإدارة الحديث وظهور الكثير من النظريات التي تساعد علي التغيير للأفضل في منظومة العمل داخل المؤسسات وجب التخلي عن المركزية داخل تلك المؤسسات قدر المستطاع ومن أهم تلك النظريات والإستراتيجيات الحديثة تمكين العاملين في المنظمات المختلفه نظرا لزيادة المنافسة والرغبة في خفض التكاليف وزيادة الأداء فإتجهت تلك المؤسسات لإستخدام إستراتيجية التمكين للعاملين لتحسين أدائها والتغلب علي عدم الرضا الوظيفي للفرد وخفض تكلفة الغياب ودوران العمل وزيادة جودة الأداء فالتمكين يساعد العاملين للتغلب علي البيروقراطيه عن طريق خلق الإندماج الوظيفي والمساهمه والمشاركة في إتخاذ القرارات ويساعدهم علي تحمل مخاطر عملهم بشكل فعال وحل المشكلات التي يواجهونها دون إنتظار حلها من قبل القادة والمديرين .

وإختلف العلماء في تعريف ماهية التمكين نظرا لتشعب مفرداته وأهميته داخل منظومة العمل ومن أهم هذه التعريفات مايوضح لنا قدرة التمكين علي التغيير للأفضل داخل العمل عند إستخدامة بشكل صحيح ” فالتمكين يتمثل في إطلاق حرية الموظف وهي حالة ذهنية داخلية تحتاح إلي تبني من قبل الفرد نفسة لكي تتوافر له الثقة بالنفس والقناعة بمايمتلك من قدرات معرفية تساعد علي إتخاذ قراراته وإختيار النتائج التي يريد أن يصل إليها مع ملاحظة أن التمكين يتمحور حول إعطاء الموظف تلك الحرية في مجال وظيفتة المحددة التي يقوم بها حسب التوصيف الوظيفي لتلك الوظيفة من ناحية ومن ناحية أخري منحة حرية المشاركة وإبداء الرأي في أمور وموضوعات في سياق وظيفته وخارج إطارها أيضا في بعض الاحيان “.

“ويعرفة البعض الآخر أنه تحرير الإنسان من القيود وتشجيع الفرد وتحفيزه ومكافأته علي ممارسة روح المبادرة والإبداع .

“وقال آخر أنه عدم القيام بالأشياء علي أساس القوانين الجامدة فالقوانين هي وسائل مرنة تستخدم لتحقيق غايات المؤسسة وأهدافها ولكن مع وجود المدير البيروقراطي فهو يستخدم القوانين علي أنها وسيلة وغاية معا مما يتسبب في كبح جماح الإبداع والتفكير الابتكاري وهذا عكس ماهية التمكين من تحرر الفرد من الرقابة الصارمة والتعليمات الجامدة والسياسات المحددة ويعطية حرية تحمل المسئولية عن تصرفاته داخل العمل الذي يقوم به .

ومن هنا نصل لنقطة هامة وهي دور القيادة الناجحه في إنجاح التمكين لدي العاملين والربط بينهما لان التمكين يتطلب من القيادة والإدارات العليا التخلي عن شئ من النفوذ والسلطة الذي تتمتع به وإعادة توزيع تلك النفوذ والسلطة علي العاملين حسب مستوياتهم الوظيفية وقدرتها علي ممارسة التمكين بشكل صحيح لإنجاح منظومة العمل حينها فقط يظهر لدينا مزيج من القيادة بالتمكين وهو إسلوب يتميز بقوة الخبرة مع قوة المعرفة وقوة وكاريزما القائد لأن القائد الفعال هو الذي يقود بتمكين مرؤوسيه ويوفر لهم المعلومات والمسئوليات والصلاحيات التي تؤهلهم بالوثوق بأنفسهم في إتخاذ القرارات الصائبة والتصرف بإستقلالية في مجال العمل الذي يعملون به مما ينتج عنه أداء متميز وجودة عالية وإنتماء في العمل وولاء للمؤسسة التي يعملون بها .

ولأن التغيير يبدأمن الداخل أولا فيمكن للقائد الفعال التفريق بين من يفوض له السلطه ومن يمكنه منها ولأنه وبكل بساطة ليس كل فرد مؤهل يمتلك تلك السلطة سواء بالتفويض او التمكين .

دمتم في حفظ الله وآمنه،،،

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 4028 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.