الجمعة , 19 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: البيضة… ولا الفرخة؟

= 3157

صحيح طول عمرنا نعرف أن المانجا الحلوة إسماعيلاوي.. والرمان المصري الأصيل منفلوطي.. والقصب النقاوه.. صعيدي ، وإن القطن الأول في العالم هو القطن المصري طويل التيلة…

إلا أننا يجب أن نصارح أنفسنا أن كل هذه الأسماء قد نضطر لنسيانها واعتبارها من أجمل الذكريات ويادوب ممكن نلحق نتصور جنبها اليومين دول ، بعد أن تبدأ إثيوبيا فعليا في تشغيل وملأ سد النهضة على منابع النيل ، وعلينا أن نعي ونستوعب ان حصتنا من المياه العذبة ستتأثر سلبا وتنقص، من إجمالي حصتنا التاريخية الثابتة التي كانت حوالي ٥٥ مليار متر مكعب سنويا، وأننا سنفقد البعض من أراضينا الزراعية الخصبة.. وشئنا أم أبينا فلم يعد يفيدنا الجدل العقيم ، وتبادل الإتهامات فيما بيننا، بينما يسير الطرف الإثيوبي في طريقه محددا لأهدافه بدقة .

فلماذا لا تفكر الحكومة المصرية خارج الصندوق وتعقد مع الجانب الإثيوبي إتفاقا يتيح لمصر استئجار أو تملك نفس عدد الفدادين الزراعية التي ستفقد خصوبتها في مصر، ولن تعود قابلة للزراعة بسبب نقص المياه، وبذلك تكون للحكومة المصرية مزارع جديدة في إثيوبيا، يخصص إنتاجها لتصدير الخضر والحبوب لمصر، وهي خطوة سبقتنا فيها كثير من الدول الخليجية، التي لا تصلح اراضيها للزراعة، أو التي لا تمتلك المياه الكافية لتوفير الغذاء لشعبها ، فقد قامت هذه الدول بشراء واستئجار ملايين الافدنة وبمبالغ تعتبر رمزية مقارنة بالمساحات الضخمة والعائد الوفير المنتظر .

كما سارع لاقتناص هذه الفرصة العديد من شركات رجال الأعمال، اللذين يجيدون اقتناص الفرص الإستثمارية الواعدة، فماذا يمنع الحكومة المصرية أن تستثمر في زراعة ملايين الأفدنة الخصبة في إثيوبيا وتوفر للمصريين غذاءهم بمعرفتها ، منعا لتحكم واستغلال شركات خاصة في قوت المصريين.

عملا بالحكمه المأثورة … مالا يؤخذ كله لا يترك كله… ولن يعيبنا أن تصبح المانجا.. أثيوبي ، والرمان من أديس أبابا… والقصب من بني شنقول… بل سيكون عيبا علينا… أن تتسابق الدول حولنا لتأمين غذاء شعوبها.. بينما نحن لازلنا في جدل عقيم مين السبب في السد؟ ومين اتخلق قبل التاني… البيضة ولا الفرخة؟!

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3869 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.