الجمعة , 29 مارس 2024

كبسولات مهدئة…(بواقي اهتمام)…تكتبها رشا صيرة

= 5014

كل واحد ربنا خلقه ليقوم بدور معين فى الحياة … يبدأ بدوره فى أسرته ومدرسته وعمله وبيتطور كل ما بيكبر وكل ما علاقاته بتزيد …

فى دور أساسى بيكون مطلوب منه … بييجى عليه وقت ممكن بيتغير غصب عنه لو تغيرت الظروف أو زادت المشكلات فتتعقد العلاقات وتتغير الأدوار !

وفجأة …ممكن الواحد يلاقى نفسه لابس دور مش دوره فى الأسرة ومطلوب منه أنه يلعبه وعلاقته وواجبه ومسؤوليته تجاه أسرته بتخليه يقوم بيه على أكمل وجه ..بس هو من جواه بيحس أنه مجبر عليه لأنه مطلوب منه تفكير وردود أفعال وسلوكيات بتحبسه فى شخصية غير شخصيته.. وكل ما بيحاول يرجع لدوره الحقيقى مش بيقدر وضميره بيوجعه!

كتير من الأسر بتلبس أفرادها فى أدوار مش أدوراها وبتحصر أدائهم فى التزامات وأفعال وواجبات معينة تجاه الأسرة وبتحمله وبتضغط عليه وبتفهمه أن ده من أساسيات المسؤولية …

فى أوقات الظروف بتجبر فعلا فرد واحد من الأسرة أنه يقوم بدور غير دوره فى سيناريو الأسرة بسبب ظروف خارجة عن إرادتهم وبيقوم بيه وبيكبر معاه وبيلازمه وبيفرض عليه تصرفات معينة وحتى لو الظروف اتغيرت وكل محاولاته للخروج من الدور والرجوع لدوره بتعود بالفشل !

كأنه (البطل) وبتعتبره الأسرة هو التعويض لكل شئ …والمنقذ من أي مشكلة وطبعاً بيدعموه دايما بالمدح وبيفهموه أنه لازم يكون ناجح فى كل عمل يقوم بيه ومش مقبول منه الفشل ! وحتى بينه وبين نفسه مش بيقبل من جواه بأي ضعف أو احتياج ؛؛؛

بس كل ده بالنسبة للدور اللى ألفوه وأخرجوه ليه فى السيناريو الخاص بيهم !

لكن بالنسبة ليه بيكبر عايش دايماً وهو “واهم نفسه” أنه المنقذ والمضحى الناجح فى كل عمل بيقوم بيه وأنه ما ينفعش لا يغلط ولا يخاف ولا يفشل فى أى شئ وحتى لو حقق أحلامه عمره ما بيحس بطعمها و لا بطعم نجاحه، أوقات كتير محدش منهم بيهتم بيه ولا بيفكر فى احتياجاته !!

فبيتصدم بحقيقة إنه (بطل غير حقيقى) عاش بيمثل دور مش دوره اتفرض عليه يحس بمشاعر غير مشاعره …وحبس مشاعره وقيد تعبيره عنها ؛ قام بدور مش دوره فى الوقت اللى كان مفروض يعيش مثلاً طفولته أو شبابه وحملوه بالتزامات فوق طاقته ؛ ولما كبر أقنع نفسه أنها مشاعر ما كانتش هتزوده حاجة ؛؛؛ ولكنه من جواه مفتقدها ولا عاشهاش ومالوش ذكريات يفتكرها عنها !

وبيكتشف أنه فى الحقيقة ما كانش بطل !! ولكنه كان (كبش فداء) حصل على اهتمام سلبى وبدل ما كان مفروض أن دور الأسرة تحل مشاكله ؛؛ كان هو اللى بيحل المشاكل ؛؛ وبدل ما كانوا بيحققوا احتياجاته النفسية والمادية هو اللى كان بيحققها ليهم ؛؛

كبر وفاكر نفسه انه تحمل المسؤولية ولكنه فقد احتياجاته ومشاعره اللى كان لازم ياخدها فى وقتها! ولما كبر وحب يعيش دوره الحقيقى ولقى ان نفسه حد منهم يعوضه ويفكر فيه وبدأ يطلب منهم يهتموا بيه …أكتشف ان بيتقدمله بواقى اهتمام وحب … !!

ولكن هكذا الحياة ….
دائماً… فى قدر من التضحية ملازم لكل شئ ..
فكل ما يمنحنا إحساس طيب… هنعيش قصاده إحساس سيئ أيضا !!
وكل شئ هنربحه … هنخسر قصاده شئ آخر !!

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة| عقدة النقص … تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 16478    لما بنلاقى حد بيفتخر بحاجات عنده ، وبيألف قصص نصها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.