الخميس , 28 مارس 2024
حرب يونيو 67

رفوف: حرب الثلاث سنوات.. دروس للتاريخ

= 2939

كتبت: د. نسرين مصطفى

دعتني قراءة العديد من المقالات والتحليلات عن أسباب نكسة يونيو 1967 إلى البحث عن كتاب لشاهد عيان وصانع أحداث في تلك الفترة التاريخية الصاخبة بالاحداث المتشابكة والمتلاحقة فوجدت على الرفوف كتاب “حرب الثلاث” سنوات 1967-1970 للفريق أول محمد فوزي، والذي تولى إعادة بناء القوات المسلحة بعد الهزيمة.

في البداية لفت نظري غلاف الكتاب الذي يعود بنا إلى الستينات، ثم تأملت ملامح الفريق محمد فوزي لأجد الملامح المصرية فالسمة المصرية واضحة على قسمات وجهه.

غلاف الكتاب

قدم الكاتب في طيات سرده للأحداث الدروس المستفادة من الحرب ومنها أن “الحرب خدعة”، وهو ما طبقته إسرائيل في تلك الفترة ثم طبقتة مصر على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973، وأن إسرائيل لم ولن تكن صديقًا للعرب، وأن ما يحاك من مؤامرات لتفريق العرب هو أمر ضروري، لأن العرب إذا اتحدوا ستتغير موزاين القوى.

وأهم الدروس أيضًا أن إعطاء القيادة لأهل الثقة قد يؤدى إلى الإنهيار والكفاءة يجب أن تكون المعيار الأول للقيادة، وهو الأمر الذي يتضح جليًا في تعيين المشير عبد الحكيم عامر على رأس القوات المسلحة، والذي اثبتت الأحداث أنه من أهل الثقة.

ونجح الكاتب في إلقاء الضوء على شخصية عبد الحكيم عامر وبعض القيادات السياسية والعسكرية في تلك الفترة، ويميز الكتاب انه لم يخلط بين دور فوزى ككاتب تناول الحقبة عسكريًا، و بين التناول السياسي لتلك الفترة، من خلال منح القارئ ثقة ومنطقية فيما يروى من أحداث وأسباب، وفكرة عن كيفية تطور الفكر العسكري والخطط العسكرية التي أعدت للمعركة.

الكتاب يشكل مادة علمية وعسكرية موثقا بالدلائل والخرائط والخطط والتحليلات والذي يؤكد عبقرية العسكرية المصرية وتفرد المقاتل المصري، فسرد الاحداث متوازن، ولم يخض في الأمور السياسية وإنما ركز على المجال العسكري ففصل لخطط تطور القوات المسلحة، وفند أسباب الهزيمة بكل صدق وحيادية وهو الأمر الذي ساعد في عملية البناء والتطوير، ولم يغفل تحليله لسياسة إسرائيل الماكرة بل واعترف بتفوقها في تلك الفترة، فعرف عدوه وإمكاناته واستفاد من أخطائه وعمل على تصحيحها.

والكاتب مدرسة يروى ببراعة الاديب وعقلية المحارب كيف وحَد قمة القيادة العامة للقوات المسلحة، وتطوير عملية التسليح وحجم القوات وصفقات السلاح، وأسرار من صانع للاحداث اعطت فكرة واضحة وعميقة عن تلك الفترة التاريخية المهمة.

ربما من أكثر التعبيرات الصحيحة لوصف النكسة أن حرب 1967 “هي المعنى الحقيقي للشلل”، مما يؤكد انها لم تكن هزيمة بالمعنى العسكري، وإنما كانت كبوة، ومن امتع أجزاء الكتاب هي قدرة المصري على هدم أهم الاسترتيجيات الإسرائيلية وهي جدار الرعب بل انها نقلت الرعب لجيش العدو، ومن أخطر المعلومات التي كشف عنها هي أن اسرائيل تدربت على خطة الهجوم قبل عشر سنوات فانتبهوا يا أولى الألباب.

شاهد أيضاً

أوبرا غارنييه … جولة في دار الأوبرا الفرنسية بباريس

عدد المشاهدات = 73 بقلم الكاتبة/ هبة محمد الأفندي دار الأوبرا الفرنسية بباريس المعروفة بأوبرا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.