الخميس , 25 أبريل 2024

كبسولات مهدئة…(حلقة الأذى)…تكتبها رشا صيرة

= 2474

“لن يؤذيك من تتوقع الأذى منه ؛ سيؤذيك من كان أمانك !”
قلوبنا بتتكون من حلقات كلها متوصلة مع بعضها مفيش قلب مليان حب ونقاء وصفاء وصدق وخير وبس ؛فى حلقات كره وغيره وحقد وخيانة وكذب؛ و كلنا جوانا حلقات كتير كل واحد بيستخدمها فى الوقت المناسب بأرادته؛ وبيستخدمها لمنفعة وسعادة غيره أو ضررهم وأذيتهم !

لما بنحب شخص بنثق فيه وبنديله الأمان دايما فى أى وكل حاجة بيعملها ؛ مش بنتوقع منه غير الخير بنعيش مصدقين أى حاجة بيعملها وواثقين أنه عمره ما هيضرنا أو هيجرحنا !

إلى أن تأتى الصدمة ؛ وتضربنا فجأة على وشنا وتفوقنا على صورة عمرنا ما كنا نتخيلها ! فيحصلنا ارتباك وخلل فى مشاعرنا …. وبدل ما كنا مش متوقعين اننا نتأذى بنتحول لمؤذيين من غير ما بنحس !! فبلاقى نفسنا أتحبسنا فى حلقة الأذى !

فى علاقات بندخلها وبنخرج منها بأوجاع بتفقدنا ثقتنا فى نفسنا وبتغير من ملامحنا وروحنا وبتخلينا نسخة من اللى أذونا …بنفضل عايشين وشايلين الأذى معانا فى كل حتة ؛ وبدل ما بنتعافى منه بنلاقى نفسنا بنتحامى فيه وبنحمل غيرنا ذنب مش ذنبه! بسبب اننا عايشين فى حلقة أذى …وأى شخص بيدخل حياتنا بندفعه تمن الشيله وبندخله فى حلقة الأذى بيلف معانا وبنجبره يستحملنا ويتوجع معانا…!

أكتر أذى ممكن تأذيه لنفسك أنك تكون نسخة من اللى آذاك …وتخليه يحولك لصورة منه ويمسح شخصيتك…
وتلاقى نفسك من غير ما تحس بتكرر نفس اللى اتعمل فيك مع غيرك …وتعيش شخصية حد تانى …
لحد ما تبص لنفسك فى المرايا وتقول …أنا مين؟!

القسوة والأذى بيمحى أي حنيه ممكن تكون شوفتها من الشخص نفسه …وحتى لو غمضت عينك علشان تفتكر لحظة حلوة أو وقت حنيه …
مش هتعرف تفتكر …!

لازم تنسى القسوة وتظهرلك لحظة جديدة تعوضك عن اللى حصلك …
رجوعنا للذكريات مش هيفيدنا ومش هيعالج الشرخ اللى جوانا ….

وعلشان نقضى على أثر الأذى هنحتاج للشجاعة وللصدق مع نفسنا ؛اللى هيخلينا نشوف اننا كان لينا دور فى وقوع الأذى علينا ؛ فإذا كان المؤذى مدمن الإيذاء فانت كمان كنت مدمن لوجوده فى حياتك وسهلتله طريقه فى إيذائك ؛ بإعتمادك عليه فى انه يقوم بأمور فى حياتك ويأخد قرارات خاصة بيك ويوجه تصرفاتك ..

وده كان بدافع الحب ؛ لأن دايما أي صورة لرضانا عن نفسنا كانت بتوصلنا منه ؛ وده خلانا لا ندرك الحقيقة وماشوفناش الواقع وهربنا منه بأوهام وأحلام مش موجودة فى الواقع !

وهنا لازم الطرفين المؤذى واللى وقع عليه الأذى يتحملوا المسؤولية سوياً .. ونحاول نعالج المؤذى وننقذ اللى اتأذى من انه يأذى نفسه أو اللى حواليه !

فالمؤذى دايما مش مشكلته انه يتحكم فى غضبه بقدر أنه يتحكم فى غضب اللي أذاه لأنه دايما عايش مسيطر على كل حاجة فيه حتى مشاعره ! وبيقى رافض ان اللى أتأذى يعبر عن ألمه وحتى ده مش بيديله الحق انه يعبر عنه ؛؛

الألم شعور ….ومفيش حد محتاج دليل انه يعبر عن ألمه؛ وعلشان كده المواجهة عمرها ما بتفيد بل بتدخلهم فى نقاش عقيم بيستنزف اى طاقة جواهم وبيوصل الحال ان اللى أتأذى بيشعر بالذنب انه طالب بحقه وبيعتذر على سوء ظنه لأنه متعود انه يعيش تحت سيطرة وتهديد المؤذى ! فبيرجع يدخل الحلقة تانى بس وهو منكسر !!

العلاقة المؤذية هى احتلال للنفس بتستهلك كل حاجة جوانا فى الوجود والغياب وفى اللقاء والفراق وبتعطل كل حاجة بنفكر نعملها وتحجب عننا رؤية الحياة ….

علشان كده لازم اللى أتأذى يقوى.. ولما يواجه يكون عارف انه بيواجه علشان يوصل لحقه علشان نفسه مش علشان تغيير المؤذى لأنه مش هيتغير !

فنبدأ فى فهم أسباب الأذى علشان نبدأ نفك حلقة الأذى … ونحرر روحنا المهدورة فى حلقة الأذى ونسترد نفسنا ونعيد أكتشافها ونرفع آثار الأذى ونبدأ نرجع لكل الحاجات اللى ضحينا بيها واحنا جوه حلقة الأذى…

الأذى أكتر حاجة بيعملها فى الإنسان انه يخليه يقول أنا مش هأقدر أتعامل مع الناس والحياة من تانى وبيخليه ينعزل ويهجر الحياة … ويفقد الثقة فى الحب …

التعافى بيبدأ بفهم السلبيات والقصور اللى جوه أنفسنا ونعترف بيها ونواجهها علشان نقدر نسلم بيها ونتحرر منها…
وبكل بساطة هنقدر نتقبل ان ده جزء من تجربتنا الإنسانية وهنقدر نتجاوزها ….

مهما أتأذيت؛؛؛ و رغم قسوة كل اللى بتمر بيه بس لازم تعرف أنه جزء من حياتك مش كل حياتك….

حياتك فيها حاجات أجمل يمكن لسه وقتها مجاش !

شاهد أيضاً

كبسولات مهدئة…(الحب مقابل العطاء)…تكتبها رشا صيرة

عدد المشاهدات = 8416  “الحياة موازنة بين العمل والحب ، ومن السذاجة ان نتوقع ان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.