الجمعة , 29 مارس 2024

تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم

= 3068

في الثامن من شهر يونيو عام 632 ميلاديا، الموافق 12 من شهر ربيع الأول للعام الـ 11 من الهجرة الشريفة، فاضت روح خير البشرية والسراج المنير محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عمر 63 عاما.

في ذلك اليوم، دخل رسول الله “صلى الله عليه وسلم” على أم المؤمنين السيدة عائشة “رضي الله عنها وأرضاها” في اللحظات الأخيرة في حياته قبل لقاء ربه وهو يقول: “لا إله إلا الله إن للموت لسكرات”.

تقول عائشة فوضع رأسه على صدري وأخذت أمسح عرقه بيده؛ لأنها أكرم وأطهر من يدي.

وتقول: “اللهم رب الناس أذهب البأس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك”.

فنزع رسول الله “صلى الله عليه وسلم” يدها وقال لها: “لا تفعلي كان ذلك في المدة” أي هذا وقت موت فعرفت أنه ميت.

تقول “رضي الله عنها”: والمسجد كان مليئًا، وأصوات الناس ترتفع بالبكاء خائفون على رسول الله، فقال ما هذا الصوت؟
قالت صوت الناس في المسجد يخافون عليك، قال صبوا عليَّ ماءً فصبوا عليه سبع قرب من شدة الألم والمرض، وحملوه إلى المنبر، فصعد على المنبر “صلى الله عليه وسلم” وسكت الناس وكشف عن وجهه الشريف فإذا بوجهه “صلى الله عليه وسلم” كورقة المصحف.

آخر خطبة لرسول الله “صلى الله عليه وسلم”:

قال النبي: يا أيها الناس بلغني أنكم خائفون علي، أيها الناس موعدي معكم ليس هنا في الدنيا إنما موعدكم معي عند الحوض، والله لكأني أنظر إليه من مقامي هذا .

والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تفتح عليكم كما فتحت عليهم، وأن تهلككم كما أهلكتهم، وإن عبدًا خيّره الله بين الدنيا وبين أن يلقى الله اختار الرفيق الأعلى فما فهم الصحابة شيئًا من كلامه، ففهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، أنه يودع، فقام أبو بكر والرسول يخطب وقال فدتك نفسي فديتك بأبي فديتك بأمي فديتك بمالي فديتك بكل ما أملك فأسكت الناس الصديق، قالوا أسكت يا أبا بكر،

فغضب النبي وقال دعوا لي صاحبي ما لكم ولأبي بكر، والله ما منكم من أحد له فضل عليّ إلا وأعطيناه فضله في الدنيا إلا أبو بكر فإنني لم أستطع أن أجازيه، وإنني تركت جزاءه على الله، اتركوا لي صاحبي، كل الأبواب تغلق إلا باب أبي بكر، لقد جازيناكم في الدنيا بما فعلتم إلا أبوبكر، فإن جزاءه عند الله جل وعلا.

أيها الناس من أخذت من ماله، فهذا مالي، ومن جلدت ظهره فهذا ظهري، ومن مسست عرضه فهذا عرضي.

فقام عكاشة وقال أنا يا رسول الله، قال وما ذاك قال إنك ضربتني يوم بدر على بطني وأوجعتني في بطني، وإني أريد أن أقتص منك، فرفع ثوبه على المنبر، قال خذ حقك مني فقام رضي الله عنه يرقد إلى المنبر، والناس ينظرون ماذا يفعل، فلما وصل إلى المنبر انكب على بطنه وبكى.

وقام رسول الله يخطب، وقال أيها الناس الله الله بالصلاة، الله الله بالصلاة، الله الله بالصلاة.

( يا أمة محمد هذه وصية نبيكم، يامن تركتم الصلاة، خذوها وصية من رسول الله قبل موته، الله الله بالصلاة، الله الله بالصلاة)

ثم قال الله الله في صلة أرحامكم، الله الله في نسائكم، أوصيكم بالنساء خيرًا، أوصيكم بالأنصار خيرًا، يا أيها الناس إنما أنا بشر لا تأمروني كما أمرت النصارى المسيح ابن مريم، فأنا لا أنفذ ولا آمر،

وأخذ يرفع يده ويدعو، آواكم الله، نصركم الله، حفظكم الله، أيدكم الله، ثبتكم الله، اسمعوها أيها الناس اسمعوها أيها الناس، قال بلغوا عنى السلام، وبلغوا مني السلام، كل من آمن بعدكم ولم يرني إلى يوم القيامة.

وعليك السلام يا رسول الله، لقد بلغنا سلامك، وبلغتنا سنتك، ووصل إلينا هديك، وها نحن نتقرب إلى الله بسيرتك –صلى الله عليك يا رسول الله، لك منا السلام، ومن أبنائنا ونسائنا، نفديك بأرواحنا، اللهم صل على محمد، اللهم صل على محمد.

تقول عائشة فدخل النبي علي، ووضع رأسه على صدري، فدخلت عليه فاطمة، وقربها إليه وقال يا فاطمة، سلام، ثم بكت، ثم قربها، فضحكت، فقال لها يا فاطمة في الأولى إني سأموت يا فاطمة وأنا أموت الآن، وأنت أول من يلحق بي، كانت آخر صلاة يصليها الناس الفجر والرسول حي، في مثل هذا اليوم، يوم الإثنين، ففتح الستار ورأى الناس يصلون، وتبسم “صلى الله عليه وسلم”.

ولما طلعت الشمس وأشرقت، فإذا بجبريل عند بابه، تقول عائشة، استأذن جبريل أن يدخل عليه، وقال السلام عليك يا رسول الله، فرد عليه السلام، ثم قال إن ملك الموت يستأذنك أن يدخل عليك، يقول فأذنت له، تقول عائشة علمت أنه يخير، دخل عليه ملك الموت، فسلم وقال السلام عليك يا محمد، إن الله بعثني إليك، وقال لي خيره بأن يعيش أو أن يموت الآن ويلقى الرفيق الأعلى.

وقالت عائشة سمعته يقول، بل الرفيق الأعلى، وقلت والله لا يختارنا والله لا يختارنا، تقول عائشة ورفع يده يشير بسبابته لا إله إلا الله لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، وسقطت يده، وثقل رأسه على صدري، فعلمت أنه قد مات، تقول فقمت وفتحت الباب، وصرخت في المسجد، مات رسول الله مات رسول الله.

وضج الناس بالبكاء، وأقبلوا إلى بابه، فدخل عليه أبوبكر، فحمله وقال وا صاحباه، وا حبيباه، وا نبياه، وا خليلاه، ما أبيضك حي وما أبيضك ميت، يقول أبوبكر فخرجت.

وقال عمر إن محمد ما مات، إن محمد ذهب إلى ربه كما ذهب موسى وسيعود، وقال من قال إن محمد قد مات لأقطعن رأسه، فقال أبوبكر أسكت يا عمر، إن محمدًا ما كان إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، ما إن مات أو قتل، انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا، وسيجزي الله الشاكرين، ثم دخلوا على رسول الله، وأرادوا أن يغسلوه، فغسله الفضل والعباس وعلي، قال أبوبكر سمعت رسول الله يقول، نحن الأنبياء إذا متنا لا تخلع ثيابنا، فغسلناه بثيابه.

وسمعته يقول أيضًا، نحن الأنبياء ندفن مكان موتنا، يقول فحفرنا له في حجرته، وفي مكان موته، ثم صلينا عليه زرافات ووحدانًا.

وقال أبوبكر سمعت رسول الله “صلى الله عليه وسلم” يقول ثم ضعوني على شفير القبر، وصلوا علي زرافات ووحدانًا، ثم اتركوني، فإن الله سوف يصلي علي وملائكته، ثم دفنوه “صلى الله عليه وسلم”، ووضعوه في التراب.

وكل أرض تشرف أن تكون قبرًا لرسول الله “صلى الله عليه وسلم”، ودخلت فاطمة، والصحابة يضعون التراب على الرسول، قالت وا كربتاه إلى جبريل ننعاه، وفي جنة الفردوس مأواه، وأصحاب محمد أطابت أنفسكم أن تحثوا ترابا على رسول الله.

شاهد أيضاً

حكايات رمضان: حكاية الصوم

عدد المشاهدات = 6747  تكتبها: دعاء السيد ———————– احنا ليه بنصوم؟ ياتري علشان فعلا زي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.