الخميس , 28 مارس 2024

“كعكة النوتيلا”..قصة قصيرة بقلم نورهان إبراهيم

= 4149

وأخيراً عاد إلي منزله بعد يوم حار شاق طويل ملئ بالأعمال، بدأ باجتماعات سخيفة وتوسطته مشاكل عائلية معتادة، وانتهى بموقف أسخف لم يكن ليتوقعه “تعطل المصعد” استقبل الخبر بوجه متجهم، وهو يرى مجموعة من السكان كبار السن لا يستطيعون الصعود على السلالم، نظر من بئر السلم للأعلى بحسرة وألم، فعليه الصعود للطابق العاشر على قدميه المنهكتين، وتوقف مكانه لثواني ليقرر ماذا سيفعل ؟…. أقبل أيمن جاره عليه مرحبا، قائلا بصوتٍ مرتفع “في اجتماع لسكان العمارة لازم تحضره”.

أدار ظهره له علي الفور وأمسك بهاتفه كأنه يتحدث وقال لنفسه “لست بحاجة إلي اجتماعات أخرى اليوم، يكفيني ما عانيته طوال النهار… !!”. خرج مسرعا عائدا إلي سيارته ليختلي بنفسه ويرتاح قليلاً من ضجيج سكان العمارة، أغلق هاتفه الذي يحمل ضجيج من نوع آخر وفتح التكييف حتى يستمتع بالهدوء بعد ساعات عديدة عاصفة وقرر أن يستجمع طاقته ليستطيع الصعود إلي بيته.

بدا عليه الإرهاق الشديد وكاد النعاس أن يغلبه ولكنه استفاق قائلا لنفسه “يجب علي تهدئة الأجواء بيني وبين زوجتي، وكسر ما شاب علاقتنا من فتور، سأفاجئها بكعكة النوتيلا المفضلة لديها، ربما نستمتع سويا ونأكلها أمام مسلسلها التركي المفضل ،،، فحتماً سيسعدها أن تقضي سهرة خاصة مع زوجها “.

ذهب وابتسامته تسبقه علي أقرب محل بالجوار وحمل الكعكة المفضلة وقال “اللهم استقرار”، عاد وبكل حماس متجها إلي مدخل العمارة ليجد هو الآخر مفاجأة في انتظاره بدلت ملامح وجهه كلياً حتى اتسعت عيناه من شدة الصدمة وهو يحملق في زوجته التي صاحت في وجهه “مغلق مغلق مغلق أنا ذاهبة إلي بيت أبي لحين إصلاح المصعد”.

نظر للكعكة في يديه، ونظر لها نظرات محملة بالعديد من المعاني التي عجز عن تفسيرها وكادت أن تخرج من فمه عبارات كثيرة مبعثرة كـ “أتيت ومعي كعكتك المفضلة!! لا تختبري صبري أكثر من هذا، فلتبقي هناك كما شئت لم أعد أهتم،،،

فكر قائلا: وماذا عن المساء والسهرة ..ليتدخل فجأة عم عبده البواب قاطعاً كل هذا التشتت من حديث النفس ونادي بصوت عاااااالي من الطابق الأول: “يا بشمهندس صلحنا الأسانسير”.

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6168 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.