الجمعة , 26 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: زوجة من الزمن الجميل!

= 5805

كنت قد ذكرت فى مقال سابق لى إنه ورغم كثرة القبح حولنا الا إنه مازالت نماذج حولنا تؤكد أن المروءة لن تنتهى وأن هناك من يصنع الجمال فينا وحولنا ، فقط علينا أن لا ننظر الى الصورة من جانب واحد ولكن علينا أن ننظر الى المشهد بكامله او الى الصورة بكل جوانبها.

وفوق سطور هذا المقال سنقدم الدليل على هذا، وسنذكر نموذجا أقل ما يقال عن تلك الزوجة إنها وكما تقول الحكمة الصينية (زوجة أثمن من الاحجار الكريمة ) لقد تحملت تلك الزوجة سفر زوجها بعد زفافها بعدة اسابيع ، تحملت سفره ولمدة عشر سنوات كاملة لم يأت خلالها الا عشرة اشهر ( كل سنة شهر أجازة) تحملت الالم والوجع ، تحملت الحرمان ، ولم تشتك يوماً ، كانت كالاحجار الكريمة حقاً .

وقفت بجانبه وباشرت أموره المالية ، وقامت بالاشراف على بناء بيته كاملا ، هذا بجانب مسئولية ابنائها ، لم تضغط عليه يوماً ، وبل كانت له نعم السند ونعم الزوجة الاصيلة الصبورة ، ثم حدث ما لم تتوقعه ولا حتى هو ، مرض الزوج مرضا نادرا يأتى لشخص واحد من كل عشرة آلاف ، وزاد العبء والالم لتلك الزوجة التى حقا هى زوجة من الزمن الجميل.

فما كان منها الا أن ضحت بوظيفتها الحكومية الراقية (كان ممنوع تأخد أجازة ) وسافرت له بأبنائها كى تكون فى خدمته ورعايته ، وحدثت المفاجأه ثانيةً ولكن تلك المرة كانت مفاجئة جميلة فلقد شفى الزوج من هذا المرض النادر بإرادة الله عز وجل ، بعد أن ابلغه الاطباء بأن الطب قد توقف عند هذا الحد من علاجه وعليه أن ينتظر مصيره ، ولكنها ارادة الله ، وكأن الله أراد أن يكافئ تلك الزوجة الرائعة المخلصة الحنون ، فشفى لها زوجها ، حتى يذهب عنها الالم والحيرة والارتباك ، وحتى تجف دموعها ، فلقد ضربت لنا جميعا مثالا عملياً كيف تكون الزوجة وكيف تكون المروءة والتضحية أعطت لنا دليلا لا يقبل الشك أن هناك من يصنع الجمال فينا وحولنا ، أعطت لنا دليلا لايقبل الشك إنها حقاً ( زوجة من الزمن الجميل ).

ايها السادة … أعترف إننى قد أكون قد أطلت فى التفاصيل ولكنى أردت هذا تعمداً ، حتى ارسل رساله لابنائنا وشبابنا أن هناك بيننا من يستحق الاشادة به ، ومن يستحق أن نسلط عليه الضوء ، وحتى لا تكون الصورة الذهنية المُكونة داخل عقولهم تلك الصور الهزلية الرخيصة التى تعرضها مسلسلاتنا من القبح والغدر والخيانة بل وصل الامر أن يعرض أحد المسلسلات زنا المحارم ويبرر له !!

ايها الشباب جميعا بنين وبنات … عليكم أن تعلموا أن ما يعرض على شاشات إعلامنا ما هو الا جانب ضيق للغاية من الصورة الكاملة ، عليكم أن تعلموا أن أى مجتمع لابد وإن تظهر به بعض الاشخاص الحقيرة فهذا أمر طبيعى ولكن عليكم أن تعلموا أن الاصل ليس كذلك وأن الصورة ليست بتلك الحقارة التى يروجون لها وهذا هدف مقالى فى المقام الاول … فلقد إعدتنا أن اصحاب الباطل دائما صوتهم عالى … والمحترمون يصمتون !!! وحينها يختلط علينا الامر بلا نجد أمامنا الا أن نصدق من يتحدثون.

وأخيراً أقول لإعلامنا لا تفسدوا كل أخلاقنا.

حفظ الله بيوتنا … حفظ الله مصر… أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

———————-

* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 3231 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.