حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
جمعني الحديث مع مجموعة من أبنائي طلاب الجامعة وبحكم عملي سألتهم عن أحوال الدراسة وكيفية إكمال العام الدراسي فأجاب أحدهم بأن ليس هناك امتحانات هذا العام وأن الأبحاث الشاملة لجميع المواد اعتبرت بديلاً عن الامتحانات.
واصدقكم القول اعزائي كم كنت اتمني أن يتم الاستعاضة عن الامتحانات المعتمدة على الحفظ والاسترجاع بشئ يجبر الطلاب على التفكير الناقد والإبتكار والبحث والاستنتاج وخلافه من المهارات العقلية العليا التي لا يوفرها لهم الامتحان الورقي فكم عانى الطلاب من كتب لا لزوم لها بمحتويات عقيمة لا تمت للحياة العملية بصله مجبرين على شرائها وحفظ محتوياتها عن ظهر قلب واسترجاعها بلا فهم أو إدراك المغزي والهدف منها.
فلم أكن اتصور أن يقوم الطلاب في تخصصات عملية بدراسة إجبارية للمواد الأدبية والعكس وتطلعت وكلي أمل أن تكون الأبحاث والمشاريع المشتركة المنقذ من هذا المأزق.
ولكني غيرت من توجهاتي وأرائي بعد أن أكملت حديثي معهم فقد وجدتهم غير مقتنعين بأهمية الأبحاث وجدواها ولم يستفيدو منها وأنهم يفضلون الامتحانات الورقية المعروفة الإجابات مسبقاً، وكم هي الأبحاث صعبة ليس لأنها تعودهم على التفكير كما كنت أعتقد ولكن لأنها تأخذ كثيرمن الوقت في القص واللزق من مصادر كثيرة بطريقة لا يظهر بها أنهم قد اقتبسوها من أبحاث أخري وخاصة وأن هناك طرق قد وضعت لاكتشاف الاقتباس من الأبحاث المعروفة على الانترنت. فسألتهم وهل تؤدي هذه الأبحاث إلى استنتاجات لم تكن موجودة أو عمل أحد الأجهزة الحديثة أو وضع أفكار جديدة ؟ فضحك الجميع من كلامي متعجبين مما أقول فهل يؤدي القص واللزق إلى الإبتكار!.
وقارنت ما رأيت من طلابي بالأبحاث والمشاريع الحقيقية والهدف منها فهي نوع من التعليم ليس بالجديد علينا فقد طبقته نوعيات من مدارس المتفوقين وتبنى المشاريع والأبحاث على أسئلة ومشكلات صعبة تحتاج إلى حلول ويجب أن يشارك فيها الطلاب في أنشطة التصميم وحل المشكلات وإتخاذ القرار والبحث ويعطي القدرة على العمل باستقلالية ويجب أن يخرج منها الطلاب بعمل منتج ويعلم الطلاب الاكتشاف والابداع وحسن استخدام الموارد المختلفة ودمج المفاهيم واتقان مهارات التواصل والتفكير الناقد الحر ومن أهم ما يميزه ذيادة التحصيل الأكاديمي.
ولم أجد تشابه يذكر بين ما ذكره طلاب الجامعة الاعزاء وما توصلت اليه من مميزات الأبحاث المشتركة أو المشاريع كما يطلق عليها.
فهنأت كلي حسرة داخلية أبنائي الطلاب على العمل الرائع الذي قامو به من قص ولزق وتأليف مراجع فهو مناسب لتنمية الأفكار الإيجابية عن كيفية التعاون الطلابي للخروج من المأزق بشتى الطرق دون أن يكتشف الجميع الخدعة التي أوجدوها تحت تأثير الضغط النفسي والإحساس بالعجز أمام الوباء الذي وضع الجميع في حالة تخبط وأوقعهم في فخ التسرع لتسديد الخانات الفارغة لا مبالين بالوضع النفسي الذي يعانيه الجميع تحياتي للجميع
…………
* خبير السلوك المهني.
