الخميس , 28 مارس 2024

هناء عبدالفتاح تكتب: “حب” ولا “خيبة تقيلة”؟

= 1434

لأول مرة فى حياتى أقرر متابعة حركة مبيعات محلات الورد والدباديب وبائعى الفل فى إشارات المرور وكل السلع التى تدعم الحب فى عيده، ارتفاع مهول فى مؤشر المبيعات، لا يوجد دبدوب أحمر واحد فى المحلات الآن، ونفد الورد الأحمر أيضا، ونفدت كروت المعايدة ونفدت أطواق الفُل من الإشارات، ونفدت تذاكر حفلات عيد الحب كلها..

عظيم جداً، فالحب هو أرقى وأعظم شعور إنسانى يمكن أن يمر به كائن حى، مش خطية، الله محبة، الخير محبة، النور محبة، تلك قناعاتى.. وقناعاتى هذه ظلت طوال اليومين الماضيين محاصرة من كل الإتجاهات بواقع مضاد ومتناقض ومروع فى نفس الوقت، ألا وهو أرقام حالات الطلاق ومعدلات الفشل والبؤس والخذلان التى نعيشها كمجتمع فيه كل حاجة وعكسها..

السؤال الذى دار فى رأسى وشغلها لأبعد حد كان عن السر وراء هذا البون الشاسع بين ما نبدو عليه وبين حقيقتنا، قليل من التأمل زودنى بإجابة جامعة مانعة سيوافقنى عليها الواقعيون، وسيمتنع الموهومون!

الفرق بين ما نبدو عليه وبين حقيقتنا هو الفرق بين أن تعيش علاقة حب حقيقى صادق وبين أن تعيش علاقة تبدو فى ظاهرها حبا وهى فى الواقع خيبة تقيلة، الأمثلة كثيرة ولا تستوعبها أى سطور، فالعلاقة التى تفتقد الاهتمام والاحترام وتستمر تحت مسمى حب ليست حباً وإنما هى خيبة تقيلة، العلاقة التى يدخل فيها التعدى والضرب والإهانة وتستمر تحت مسمى حب ليست حباً وإنما هى خيبة تقيلة والصبر عليها ليس صبراً على الحب وإنما هو الصبر فى الملاحات!

والعلاقة التى تجمع بين طرفين أحدهما سادى يستمتع بتعذيب الآخر والآخر مازوخى يستمتع بتعذيب نفسه وتستمر تحت مسمى حب ليست حباً وإنما هى خيبة تقيلة، والعلاقة التى يكون فيها العطاء أحاديا والاهتمام أحاديا والتضحية أحادية وتستمر تحت مسمى حب ليست حباً وإنما هى خيبة تقيلة وقلة قيمة، وحتى لا نتوه فى بحر سرد الخيبات التقيلة فيمكننا القول إن أى علاقة لا تتوافر فيها بشكل متبادل أركان الحب الخمسة “صدق ـ اهتمام ـ احترام ـ عطاء ـ تضحية” ليست حباً وإنما هى خيبة تقيلة، جدا،

كفانا خلطا بين الحب والخيبة التقيلة، معاً لفلترة الخيبات الثقيلة من كافة العلاقات، هنا سيتكشف لنا المؤشر الحقيقى لمدى وجود الحب الحقيقى بيننا، وسيتراجع الذهول من فكرة نفاد الدباديب من السوق فى الوقت الذى تعج فيه محاكم الأسرة بالمآسى وتعج فيه القلوب بالجروح الغائرة، نصيحة لوجه الحب، لا تستمروا فى الخيبات الثقيلة ولا داعى للمقاوحة مع حب ميت، فالمنتفع الوحيد من وراء ذلك محلات الورد والدباديب فقط، نفس عميق وادفنوها خارج قلوبكم، فللحب بعد الموت رائحة كريهة أيضاً.

  • نقلا عن الأخبار.

 

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6252 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.