الخميس , 28 مارس 2024
قابوس واهتمام كبير بالمرأة العمانية

بناء البشر قبل الحجر مرتكزات “قابوسية” لنقل عُمان إلى دولة عصرية

= 1893

مسقط، خاص:

منذ بداية السبعينيات من القرن الماضي وفور توليه سدة الحكم في سلطنة عُمان عام 1970، حرص السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه – على رعاية وتنمية الإنسان العماني، وجعله ضمن أولياته في مختلف خططه وبرامجه المعهودة بتطوير وتنمية قدراته في فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف.

ووصف الإنسان العماني بأنه حجر الزاوية وقطب الرحى الذي تدور حوله كل أنواع التنمية وذلك خلال خطابه في افتتاح الفترة الخامسة لمجلس عمان عام 2011م “لقد أكدنا دائما اهتمامنا المستمر بتنمية الموارد البشرية وذكرنا أنها تحظى بالأولوية القصوى في خططنا وبرامجنا، فالإنسان هو حجر الزاوية في كل بناء تنموي وهو قطب الرحى الذي تدور حوله كل أنواع التنمية إذ إن غايتها جميعا هي إسعاده وتوفير أسباب العيش الكريم له وضمان أمنه وسلامته ولما كان الشباب هم حاضر الأمة ومستقبلها فقد أوليناهم ما يستحقونه من اهتمام ورعاية على مدار أعوام النهضة المباركة حيث سعت الحكومة جاهدة إلى أن توفر لهم فرص التعليم والتدريب والتأهيل والتوظيف”.

ولم يخلو خطاب للسلطان الراحل، إلا وركز على تعزيز الإنسان العماني، وتطوير شعبه وبلده ومجتمعه من خلاله، فكان – طيب الله ثراه- منذ بدايات العهد قد وعد شعبه بأنه سيجعلهم يعيشون سعداء أكثر مما كانوا يعيشون فعبر النطق السامي عام 1970: “سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء”.

التعليم الأساس

لعل أهم ما بدأ به قابوس هو التعليم، حيث أكد في خطابه – طيب الله ثراه – في عام 1972م “المهم هو التعليم حتى ولو تحت ظل الشجر”.

فبعد أن كان التعليم يقتصر على مدرستين فقط في بداية السبعينيات، بدأت المدارس تتوسع وتنتشر بين ولاية وأخرى ومن منطقة إلى أخرى، حتى أصبحت في كل ولاية لا تقل عن مدرسة أو مدرستين، كما أنشئت العديد من المعاهد والكليات، وظهرت العديد من التخصصات، إضافة إلى البعثات والمنح التي كان يوفرها لخدمة أجندة عمان، والآن أصبحت المدارس والمعاهد والكليات والجامعات منتشرة في كل بقعة من بقاع السلطنة بل وفي كل بلدة وقرية.

الإنسان صانع التنمية

كما أكد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – في خطابه عام 1974 أن “الإنسان هو صانع التنمية ويجب أن يكون هدفها إسعاده وإعداده”، ومن أجل ذلك بذل جهودا كبيرة، لاسيما خلال العقد الأول (1970 – 1980)، في البناء والتعمير والتشييد في مجالات الحياة الخدمية والاجتماعية والاقتصادية بل والسياسية، وأشار في خطابه عام 1974: “أما ثالث هذه التحديات التي نخوضها، وما زلنا، فهو معركة البناء والتنمية والتطوُّر، ولقد كانت خطتنا في هذا المجال طموحة، تستهدف الإنسان العُماني وتعويضه ما فات، وكان عمادها في تنفيذها الإنسان، فالإنسان هو صانع التنمية، ويجب أن يكون هدفها إسعاده، وإعداده، ليعطي بلاده أحسن ما عنده من إنتاج”.

وظل السلطان الراحل يؤكد دوما في خطاباته على أهمية إشراك الإنسان العماني في كافة المجالات، حتى وإن استدعت الحاجة إلى الاستعانة ببعض الخبرات الأجنبية لبعض التخصصات، إلا أن المواطن العماني لابد أن يشرك فيها ليستفيد ويتم نقل الخبرة والتجربة إليه، فكان قابوس طيب الله ثراه يراهن على أن الإنسان العماني هو من يبني بلده ووطنه دون غيره، والاعتماد عليه أصبح واجبا وركيزة أساسية، وهدفا أسمى لابد أن يتحقق بكل الطرق، وهذا ما أكده عام 1977 عندما قال: “إننا إذا أردنا أن نضمن لبلدنا القيام بدوره كاملا… فإنه يجب علينا أن نواصل جهودنا لبناء وتعزيز قوة بلدنا، وأن نعد أجيالنا الصاعدة للمهام والمسؤوليات التي تنتظرهم”.

ووجه قابوس طيب الله ثراه كافة الوزارات ومؤسسات الدولة لخدمة الإنسان العماني والمجتمع وتلبية كافة متطلبات العيش الكريم، وهذا ما أكده في خطابه عام 1978 عندما قال: “إنَّ الأعمال التي تقوم بها وزاراتنا في خدمة أبناء شعبنا ذات أهمية حيوية… ومهام توفير حياة كريمة ومرفهة لشعبنا وإتاحة فرص التدريب لشبابنا، وإعدادهم ليكونوا جديرين بتراثهم العظيم… كل هذه الأمور هي أساس قوتنا”.

بناء وتنمية

وبعد مضي 10 سنوات من البناء والتطوير، وعندما اكتملت قواعد وأسس البناء في الدولة، كان لقابوس طيب الله ثراه، خطة طموحة في مواصلة مسيرة التطوير والازدهار من خلال ترسيخ أسس وقواعد التعليم والتدريب والتخصصية في العمل، وهذا ما أكده في خطابه عام 1988 عندما قال: “لقد أولت مسيرتنا عناية كبيرة لإنجاز البنية الأساسية في مجالي التعليم والتدريب، وأكملنا بذلك مراحل مهمة حرصا منّا على إعداد أبنائنا للمشاركة في بناء وتنمية البلاد، وإنه لمن الضروري أن نبذل المزيد من الجهد لتطوير السياسات المتبعة في هذين المجالين؛ بما يخدم توجهاتنا الأساسية للاعتماد على قوانا البشرية في مختلف مجالات العمل”.

واستكمالاً لبرنامج البناء والتنمية، كان قابوس طيب الله ثراه، يدعو جميع أصحاب الأعمال والمقتدرين بأن يوظفوا العمانيين من أبناء بلدهم وترغيبهم في ذات المجال، حتى يستفيد صاحب العمل من مهارات وقدرات العامل العماني، والعامل العماني يستفيد من صاحب العمل من حيث الخبرة والتخصصية، وهذا ما أكد عليه رحمه الله عام 1989: “يتوجب على أصحاب الأعمال في مختلف القطاعات الأهلية أن يبذلوا جهودا إضافية وجادة توجد الفرصة أمام المواطنين الراغبين في العمل، وتساعدهم على اكتساب الخبرة العملية والفنية”.

شاهد أيضاً

سلطنة عُمان تواصل تنفيذ مشروعاتها السياحية وإطلاق حزمة ترويجية تستهدف الأسواق الخليجية والخارجية

عدد المشاهدات = 14355 مسقط، وكالات: تواصل سلطنة عُمان ممثلة في وزارة التراث والسياحة، تنفيذ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.