الخميس , 28 مارس 2024

هناء عبدالفتاح تكتب: معرض الكتاب والفنكوش

= 914

—-

كان معرض الكتاب ومازال وسيبقى مائدة عامرة بوجبات دسمة فيها غذاء كل العقول على اختلاف مستوياتها وتطلعاتها والخلفيات التى جاءت منها، اهتمت به الدولة مؤخراً وأعادت هيكلة كل صغيرة وكبيرة تخص فاعلياته بداية من نقل مقره من أرض المعارض بمدينة نصر لأرض المعارض بالتجمع الخامس..ز

والفارق بين المكانين لا تخطئه أى عين بما فيها العيون التى لا تعرف رؤية أى شيء إيجابى، ثم تنظيمه الهائل وتطوع شباب عظيم لإرشاد زواره والإجابة على كافة استفساراتهم طوال فترة انعقاده وهو أمر فى مجمله أصبح محل إشادة كل الكيانات المشاركة فيه من داخل مصر ومن خارجها..

حتى أنشطته وعروضه التى تضيف لقيمته وعظمته وبهائه مشهدا غاية فى التحضر والروعة تزينه العناية بتسهيل زيارات ذوى القدرات الخاصة والصم والبكم، خرائط إرشادية فى كل مكان، ندوات تثقيفية وتوعوية وفنية يعتلى منصتها كبار الأدباء والأساتذة والفنانين، عروض مسرحية وفلكلورية للكبار والأطفال، ورش لتعليم الفنون، أمهات الكتب لشيوخ الكتابة من كل جنسيات العالم وفى كل المجالات، كتب لمواهب واعدة فى الكتابة والأدب أيضا فى كافة المجالات، تأمين منتشر فى كافة أرجائه..

كل هذا على شرف العالم الجليل الراحل جمال حمدان، والذى وصل حجم مبيعات موسوعته العظيمة «شخصية مصر» فى أول أربعة أيام من المعرض إلى ألفى نسخة، وكل هذا كافٍ جدا ويزيد لإسقاط النظر عن تفاصيل مؤسفة تأخذ أكبر من حجمها على مواقع التواصل الاجتماعى وينتقل أثرها بالتبعية للرأى العام بخصوص معرض الكتاب..

كل ما سبق لا يجعلنا نلتفت لتصرفات امرأة تطلق على نفسها ظلماً وزورا لقب فنانة زارت معرض الكتاب بالبيجاما والشبشب فى إطار حرصها الدائم على استدعاء عدسات المصورين فى أى تجمع أو مناسبة عامة وعمل شو متدنٍ تلوكه ألسنة العامة تحت أى مسمى حتى لو كان سبها وسب الفرصة التى تتاح لها..

كل ما سبق لا يجعلنا نلتفت لعشوائيين لا يمتون لموهبة الكتابة بصلة اختمرت فى أذهانهم فكرة طبع كتاب والسلام حتى لو كان يحوى بين دفاته منتج الفنكوش، ولا يجعلنا نلتفت للنسخة المعدلة منهم، وهم أشخاص قاموا بتدوين كام بوست على السوشيال ميديا جنوا من ورائها كام لايك فاعتبروا أنفسهم جهابذة العصر والآوان وقرروا تجميع بوستاتهم اللوذعية فى كتاب..

ظهور هؤلاء وانتشار تصرفاتهم ومقاطع من “فنكوشهم” على السوشيال ميديا لا يقلل من قيمة معرض الكتاب ولا يعنى أن معرض الكتاب ليس بخير، هو ليس بخير على السوشيال ميديا فقط، لكن على الأرض هو فى أوج تألقه ويتطور عاماً بعد عام والسواد الأعظم من زواره شباب كل المستقبل أمامهم وحرصهم عليه مؤشر مطمئن جدا ويعنى الكثير، من زار معرض الكتاب أدرك أنه هزم الفنكوش وأن التصاق المدعين وعشاق الشو به لم يؤثر أبدا على قيمته.. ولن!

—-

* نقلا عن أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6228 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.