حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
—-
لا ينكر أحد منا الانتشار الواسع لمزيكا المهرجانات بالمجتمع المصرى وتأثر فئات كبيرة بهذا النوع من المزيكا والذى يصفه البعض على أنه فن شعبى وينكره الآخر.
فانتشر فى البداية بين سائقى التاكسى والتوكتوك والطبقات الأكثر فقرا ثم توسع فى انتشاره ليتوغل وبسرعة ملحوظة غير مبررة بين الطبقات المتوسطة والعليا.
وحتى وإن لم نرض بهذا النوع من الموسيقى، وحتى وإن أزعجنا إيقاعه الصاخب ولوّث مسامعنا كلماته الركيكة والتى تحمل عبارات مسفة فى بعض الأحيان، وحتى وإن رفضت نقابة الموسيقيين وبعض النقاد الفنيين الاعتراف به ضمن صنوف الفن الشعبي، فهذا كله لن يغير من الواقع شيئاً، ولن يقلل أبداً من جماهيرية هذا اللون من المزيكا، وأبسط دليل على ذلك هو عدد المشاهدات الكبيرة لأغانى المهرجانات فى برنامج اليوتيوب مثلا.
فمثلا أغنية «قاعد لوحدك» لأوكا وأورتيجا وصلت لـ 174 مليون مشاهدة، وأغنية «وداع يا دنيا وداع» والتى وصلت إلى 107 ملايين مشاهدة، هل لكم أن تتخيلوا هذا الكم الهائل والرهيب من المشاهدات والذى تجاوز كل الحدود المنطقية والمتوقعة؟.
وإن أردنا أن نسأل عن سبب انتشار هذه الأغانى بهذه الصورة المكثفة فقد لا نصل إلى إجابة شافية وافية عقلانية معبرة، ويجعلنا ذلك نستدعى أغنية شعبية لعدوية مثل بنت السلطان وغيرها من الأغانى والتى انتشرت وقتها انتشاراً مكثفاً بلا سبب مقنع.
فهل السر مثلا يكمن فى طبيعة الألحان ذات الإيقاع السريع والموسيقى الصاخبة؟
هل يفضل الكثير منا مزيج الراب مع التكنو وهى المزيكا المستخدمة فى أغانى المهرجانات؟
هل لأن كلماتها قد تمس موضوعات خاصة بالعرف الشعبي؟
قد لا أجد حقاً إجابة واحدة لهذا السؤال، ولكن كل ما أود قوله إن يتم أخذ هذه الأغانى فى الاعتبار فلا مفر من ذلك، ولا سبيل للتشدد فى إنكارها وهى من ناحية أخرى نجحت فى تحقيق الجماهيرية الواسعة.
فأطالب نقابة الموسيقيين بالاعتراف بهم فلا مفر من ذلك أمام انتشار جماهيريتهم ولكن بشروط أهمها هو الالتزام بالكلمة دون إسفاف أو ابتذال، والالتزام بمعايير محددة من قبل النقابة فى الكلمات المكتوبة لهذه الأغاني، فمثلا ليس من المعقول أبداً أن تُترك كلمات مثل حشيش، خمور، سنجة، وغيرها من الكلمات المُسفة فى أغنية تصل لملايين من البشر ويرددونها بصفة مستمرة.
فرفقاً بالذوق العام، فلم يعد الأمر محتملًا.
—————
نقلا عن بوابة أخبار اليوم.
