حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
—-
بقلم: عادل عبدالستار
اتصل بى أحد أقاربى وهو شاب أتم خطبته منذ ٤ شهور … وكان سؤاله او مشكلته أنه شخصية حساسة، وهذا بدأ يسبب له بعض المشكلات مع خطيبته، وإنه اصبح يعانى بعض الشئ من ردود افعاله وحالته المزاجية التى تتأثر سريعا من اقل موقف يحدث او جملة عابره تقولها خطيبته ..
وكان سؤاله كيف اتخلص من تلك الحساسية الزائدة او تقليلها .. ومن هنا جاءت فكرة المقال وعنوانه … واقول ..
انه يجب ان نوضح اولا: صفات الشخصية الحساسة:
١… إن الأشخاص الذين يتصفون بهذه الشخصية يمنحون الحاجات الإنسانية أهمية كبيرة، ويشعرون بالآخرين بدرجة كبيرة لذلك دائما ما يتوقعون أن يتم التعامل معهم بنفس القدر والنمط وهذا ربما لا يحدث لاختلاف انماط الشخصية .. ومن هنا تأتى المشاكل او الغضب او التحسس من الآخر.
٢… اصحاب الشخصية الحساسة يتأثرون بمشاعر من حولهم و معظم قرارات هؤلاء الأشخاص تعتمد على الأحاسيس والعواطف أكثر من اعتمادهم على العقل.
٣… هؤلاء الأشخاص حريصون بدرجة كبيرة على الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الخاصة بهم.
يهتم هؤلاء الأشخاص بمشاعر الآخرين كما أنهم يقدمون مصلحة الآخرين على مصلحتهم الشخصية في كثير من الأحيان.. وهذا ما يجعلهم يُصابون بكثير من الاحباط والألم حين لا يتعامل الاخر معهم بنفس النبل لذلك يكون هؤلاء الأشخاص معرضين للشعور بالحزن والكآبة أكثر من غيرهم.
٤… إن هؤلاء الأشخاص يبدون حساسيتهم تجاه أي كلمة يتم توجيهها إليهم سواء أكانت جارحة أو غير جارحة بقصد أو بدون.
٥… في أغلب الأحيان فإن الشخص الحساس يمتلك طاقة خلاقة كبيرة وقادر على الإبداع والتفوق على الآخرين إذا تم توجيه طاقته تلك بمكانها الصحيح.
٦… يدققون على تصرفات الأشخاص وتعاملهم معهم، بل ويتحسسون من أي تغيير قد يطرأ على تعامل الآخرين وتصرفهم معهم و يعانون من التقلب المزاجي.
٧… يفضل هؤلاء الأشخاص علاقات الاحترام المتبادل، إلا أن الكثير يفضل الانطواء لحماية نفسه من الآخرين.
٨… في بعض الأحيان تكون تلك الشخصية قادرة على التكيف مع ما يدور حولها ويكون ذلك استناداً إلى خبراتها وتجاربها السابقة.
كيفية التخلص من الحساسية في التعامل اليومي؟
اولا … الابتعاد عن التفكير الزائد بالكلام الذي يتم توجيهه من قبل الآخرين، وعدم التعمق والتفكير بالكلمات المخفية.
ثانيا … الابتعاد عن تفضيل وتقديم مصالح الآخرين على مصالحه الشخصية. ليست دعوة لعدم العطاء ولكن دعوة لتحديد الاولويات ( نفس فكرة تعليمات السلامه فى الطائرة مثلا … ساعد نفسك اولا .. ثم قدم المساعدة للاخرين )
ثالثا … عدم الاعتماد على العواطف والمشاعر والأحاسيس عند اتخاذ القرارات وإنما الاعتماد على العقل والمنطق في ذلك.
رابعا … توجيه الطاقة والإبداع التي يمتلكونها في مجالات مفيدة وتعود عليهم بالنفع والفائدة.
خامسا … ممارسة التمارين الرياضية فهي تساعدهم على التخلص من مشكلة التقلب المزاجي
وأخيرًا يجب على الشخصية الحساسة ألا يعتبر حساسيته عيبًا أو همًّا يثقل كاهله؛ بل إنّ أصحاب هذه الشخصية يملكون قلوبًا نقية، وأرواحًا شفافة، ومشاعر صادقة، لكنهم لا يستطيعون أحيانًا التغلب على ما يعتريهم من أحاسيس مختلفة، ولا يستطيعون السيطرة على عواطفهم؛ لذا هم بحاجة إلى من يفهمهم ويتقبل حساسيتهم ويمنحهم الكثير من الحب والاهتمام.
حفظ الله مصر … ارضا وشعبا وجيشا
—–
* ممرض بالطب النفسي.
