الخميس , 25 أبريل 2024

همسات نفسية…مجانين حب الظهور

= 1047

بقلم: عادل عبدالستار

كنت اشاهد بثا من أحد برلمانات الدول العربية … ووجدت أحد اعضاء البرلمان يفتعل مشكلة من لا شئ … فقط كى يتحدث .. وتتحدث عنه الصحف بعد أن تم منعه من الظهور فى الاعلام … وكان بجانبى أحمد أبنى ورأيت علامات الدهشة على وجهه… ثم قال فجأه .. بابا الراجل دا بيمثل !!

فابتسمت له وقلت بل هو مريض .. وسوف اوضح لك الامر .

يوجد ضمن امراض الطب النفسى ….. ما يسمى بعقدة حب الظهور والاستعراض .. يعتقد البعض أن حب الظهور والاستعراض من السمات العادية التي يصطنعها الأفراد دون وجود لجذور حقيقية تربطها بشخصياتهم..

في حين أنها تصنف ضمن العقد النفسية والسلوكية الاجتماعية وهي ظاهرة تتأصل جذورها في التكوين الفردي للشخص وبالتربية والمحيط الاجتماعي. فالحياة اليومية مليئة بالكثير من الأشخاص المتعطشين للفت الانتباه وبعقدة حب الظهور سواء من خلال شكلهم الخارجي كلبسهم ما هو مميز أو الغريب أو تعمدهم الظهور بقصات شعر غير مألوفة أو باختيارهم لبعض الألوان الصارخة أو اقتنائهم لكماليات باهظة الثمن رغم تواضع جيوبهم احيانا .

وقد تبرز عقدة حب الظهور واضحة في الطريقة التي يتحدثون أو يفكرون بها، كالتحدث بطريقة مختلفة عن الآخرين أو برفع الصوت عند التحدث لجذب الانتباه .. او اختيار موضوعات شاذة و غير مألوفة للتحدث فيها وعنها … مثل موضوعات الجنس الشاذ او التعليق على أحد الأئمة او انتقاد شيخ شهير ليس من اجل المصلحة العامة ولكن فقط من اجل لفت الانتباه اليه وهكذا .

و هذا الذى يعانى منه ذلك الشخص لذلك أختلق مشكلة من لا مشكلة لمجرد أن يتردد اسمه على شاشات التلفاز حتى وإن كان بالسلب …ذلك هو المرض …ولذلك انا لم أندهش مما فعله …بل كنت منتظره …..ولكن ما يحزنى بالفعل وهذه هى رسالتى من خلال هذا المقال…..

هو ان هؤلاء من المرضى النفسيين واصحاب العقد النفسية ….هم من سيشرعون للناس قوانينهم!

تخيلوا ايها السادة .. إن مصير تشريع وطن بكامله يمكن ان يكون بين يدى مجموعة من هؤلاء .. حتى لو كانوا قلة ولكن حبهم للظهور بدافع مرضهم النفسى وعقدة حب الظهور يجعلهم يصممون على ما قالوه لدرجة انهم يحاربون من اجله ويدافعون عنه باستماتة.. وهنا تأتى الكارثة… لذلك اقول بصوت عالى وواضح..

إن إنتخابات المجلس القادم اصبحت قاب كوسين او أدنى (نوفمبر القادم بداية الدعاية) لذلك علينا من الآن أن نعى وندرك اهمية أن نختار فلانا او فلان … علينا أن نجتهد قليلا فى أن نتأمل جيدا فى الشخص قبل أن نختاره .. ولا نقلل من اهمية اختيارنا … فنحن من نصنع هؤلاء .. أنا ممن يؤمنون أن القيادة السياسية تعمل ليل نهار من اجل هذا الوطن وحماية أرضه مقدراته و ثرواته .. لذلك كان فرض عين علينا أن نجتهد فى اختيارنا .. حتى لا نأتى مجددا بمثل هؤلاء .. مجانين حب الظهور.

حفظ الله مصر … ارضا وشعبا وجيشا

—-

* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3549 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.