الخميس , 28 مارس 2024

إنجي مطاوع تكتب: الروح.. وعشقها

= 1580

الروح وعشقها، من يفسر لي أسرارها؟

دلوا قلبي على الإجابة؛ فمن أهواه سلبني روحي، وبعذب صوته يدغدغ مسامعي، يسمعني ألحانًا من نفيس إرثه العربي، يدروشني معه ويأخذ بيدي في جولة بين كتابات «الغزالي» وعمنا «الرافعي»، يقوِّي لغتي بمفرداته القبطية والإسلامية، ويزخر بنك معلوماتي بسرد تاريخي منذ بدء الخليقة إلى الآن؛ ليرتقي معي إلى عنان السماء، تلامس روحي روحه في فضاء الله، نرتشف حقيقة الوجود على مهل، ويا ليتنا للأرض لا نعود، وأبقى في حضن وصله بلا عودة أو لحظة انتهاء، فهل هذا هو العشق أم أننا نلنا الوصل وذُبنا في العشق وتخطينا المدى قبل اللقاء بلقاء روح؟!

حناياي تعشقك، كياني ذائب فيك، نفسي تستنشقك ترياق نجاة، روحي متيمة، أضلعي تتشهد أمام حروف اسمك هائمة، أنفاسي تناديك، على الرغم من هذا..

عذرًا ملاك قلبي، لا سبيل لعودة دنياي؛ فما تطلبه نأت عنه روحي خشية عقاب الله وآخرتي، فكيف أهواك وأصبر على جسورٍ تفصلنا؟! كيف أدعي الصمود مقابل بحر غرامك الثائر على روحي الهادئة؟! أريدك واقع حال لا مجرد خيال يسكنني ويشتتني عن نفسي ومن قبلها صلاتي لربي!

لو تعلم كم تبهرني عندما تتغنى في، تجعلني أعشق نفسي وكأنها شخص جديد عليَّ لا أنا، قلتَ إنني قمر.. بالله عليك هل يوجد قمر غيرك؟!

يا من حبك مدفأة عتيقة، حطبها همس وضحكات خافتة، تنطلق من شفتيك إلى قلبي؛ فيضخ حرارة ناعمة، تغمرني، لأبث الدفء إلى روحك؛ فتدفئني، قل أحتاجكِ ليزهر عمري، أنت فرحي فلا تبتئس من أحوال الدنيا ومصاعبها، لا يعجبني في هذه الدنيا إلا أنتَ، حبك ضيَّعني فهل تجدني أنتَ؟!

هناك ما سيفرحكَ لأجلي؛ لكن كيف أصبه على أذنيك وأنتَ تكمم حسك وتهرب مني؟! اسمع همسي، شغفي للقائك يحكمني، والرغبة في احتواء يسكننا بمودة تأسرني، فبغضت الدنيا وتمنيت فناء الدينونة، لأجلك سجدت لله داعية أن يجمعنا في جنة خلده الأبدي.

يا من هويتك، والهوى عبيرٌ من نبض حور الجنة، عشقتك، والعشق نهر خارج من قلب الجنة، أحببتك، والحب نعمة من الجنة، أما آن لعصفور قلبك أن يستكين في حضن قلبي؟ يا من أشتهيه قطعة سكر تذوب داخل فمي، ويراني ملاكًا على الفطرة يدعو ويبتهل للرب لحفظ براءته، صلِ بروحك مترنمًا بعشق الرسول؛ وسبِّح ألف مرة للسبوح القدوس، ثم طُف سبعًا حول قلبي، واسعَ ما بين الروح والجسد، وأنهِ الأمر بالتلبية لله بعد توضُّئِك بدمع عين عاشقة متيمة، لعلَّه ينجيك من شر غدر أنثى فقدت رجاء وجود أي أمل في الحياة سواك؛ فأنتَ الأمان وسط بحر الحياة.

يا ربي.. ربما آن أوان تعقُّلي والابتعاد.. حسنًا، الآن ستنطلق طائرتي لدنيا جديدة، لا زاد لي فيها غير حقائب نسياني، ومظلة أحلامي المستحيلة من دونك، ربما يومًا تأتيني في لحظة واقع متلألئ وتغني بهيام: حبات اللؤلؤ مهرك غاليتي، فيروز أخضر وجعران في تاج يزين جبهتك، ياقوت قرمزي وزبرجد وقطع من ذهب أصفر محلَّى بالأبيض داخل عقد ماسي لجيد عاجي به اللهُ حباكِ، يا ذات الرائحة الفواحة، يا ياسمينة عمري ونرجس أحلامي.. ما أحلى شفتيك! وردي خدك يزرع في قلبي، ودك نهر للعطشى يروي فيحل أزمة إثيوبيا وجيبوتي، يا حبة لؤلؤ في عيني، ضميني وأنسيني الماضي والآتي.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6561 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.