حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
—
شغلتنى بقوة منذ واقعة انتحار طالب هندسة حلوان من أعلى برج القاهرة، ثم تسريب فيديو الانتحار، فكرة مزعجة جدا مفادها أننا نعيش الآن واحدة من أسوأ مراحل القيم فى التاريخ .. ويشغلنى أكثر السؤال: هل مازال فى حياتنا الآن أى مكان لمثلث القيم الفلسفية التى رددناها كثيرا: الحق ….الخير …الجمال!؟
البداية..كانت فى تداول خبر انتحار الشاب “نادر جميل” خريج قسم الهندسة الطبية بجامعة حلوان، بإلقاء نفسه من فوق برج القاهرة..وما أدراك ما برج القاهرة…فهو يوازى عمارة من 90 طابقا، ويصل ارتفاعه إلى 187 مترا، وهو أعلى من الهرم الأكبر بالجيزة…شىء مفزع حقا…جعلنا نشرد فى عالم من الأسئلة..أقلها السبب وراء دفع خريج هندسة حاصل على تقدير جيد جدا للانتحار…لماذا اختار هذه الطريقة البشعة؟ ألم تكن هناك وسيلة لمنعه من هذا المصير؟
ولم نكد نلتقط أنفاسنا من طوفان الأسئلة الذى حاصرنا، جراء التفكير فى هذه المأساة بعد تكرارها، إذ سبقت طالب الهندسة فى الانتحار طالبة الصيدلة التى ألقت بنفسها فى نهر النيل قبل أسابيع، حتى فوجئنا بعد أقل من يومين من انتحار “نادر” بنشر الفيديو المؤلم لعملية الانتحار، وكأن من سربه استكثر علينا التقاط الأنفاس، فقرر أن ينكأ الجرح سريعا، ليزيد من أوجاعنا، ويجعل السؤال الأكثر انتشارا فى مصر: هل شاهدت فيديو انتحار طالب الهندسة؟
وحتى لا أزيد فى الحديث عن هذا الحادث المفجع….فإننى أوجه عدة رسائل سريعة وقصيرة للأطراف المعنية..علهم يتفكرون:
– السادة أساتذة الجامعات: اتقوا الله فى شباب هذه الأمة…ولا مبرر مطلقا لأى أستاذ جامعى عانى فى دراسته…أن يفكر فى الانتقام من طلابه فقط لأن تجربته مع أستاذه كانت مريرة وبها الكثير من الصعوبات والعراقيل.
– مسؤولو المحطات الفضائية: نرجوكم قوموا بدوركم فى تثقيف وتوعية الشباب..فهم عماد هذه الأمة ومستقبلها…ويمكن لبرامجكم المساهمة في بنائهم أو هدمهم.
– علماء النفس وأطباء الصحة النفسية: عليكم مسؤولية كبيرة تجاه الشباب..وأمامكم المنابر مفتوحة وعديدة…إن رغبتم.
– الآباء والأمهات: مسؤوليتكم تجاه أبنائكم ستسألون عليها أمام الله سبحانه وتعالى…فماذا أعدتتم للإجابة؟
– مسؤولو برج القاهرة: هل يعقل أن يكون برج بهذا الارتفاع الشاهق…وسوره الحديدى لا يتجاوز مترا واحدا؟
– النائب العام: شكرا لقراركم السريع بفتح التحقيق فى واقعة تسريب فيديو الانتحار…ونأمل أن نرى الجانى وهو يعاقب قريبا جدا.
– علماء الدين: هل يوجد أحد؟
