الأربعاء , 24 أبريل 2024

أيها الزوج..إنها زوجتك!

= 3315

بقلم: عادل عبد الستار

كنت أشاهد برنامج فتاوى… وكانت إحدى السيدات تشتكى مر الشكوى من قسوة الزوج … واشتكت أخرى من إهمال زوجها … وكان ابنى بجانبى وسألنى لما كل تلك القسوة على الرغم انها زوجته … ومن هنا جاءت فكرة المقال وعنوانه..

نعم لماذا كل تلك القسوة مع الزوجة؟! على الرغم من كونها امرأة … والمرأة كما أراها هى عاطفة وحب ودموع … تبحث دائماً عن الدفء والحنان مع الزوج وحين تبكى يصبح أكبر همها احتواء تلك الدموع بين أحضان زوجها..

فلقد خلقت المرأة من ضلع الرجل حتى تكون قريبة من قلبه وروحه وأنفاسه وعطائه الذي لا ينتهي وليس من اجل ان يهينها ويستبيحها ككائن عديم الاهمية
ايها الزوج .. إن المرأة دموعها قد تسكب بلا سبب وبلا قيود ولكن أحاسيسها التي تتقد بداخلها..

تجعلها شاعرية وعاطفية ورومانسية وهذا ايضا يجعلها تبكى كالطفل الوليد … وربما تنظر لها أحياناً ايها الزوج وايها الرجل بأنها كثيرة البكاء وقد يصل ذلك إلى كرهك لدموعها المستمرة ولكن هل سألت نفسك يا سيدي لماذا تلك الدموع التي تبحر في عينيها ؟؟

الحقيقة أن نصف دموع المرأة هي منك أنت أيها الزوج … والنصف الآخر من دموعها تذرفها نتيجة طبيعتها العاطفية و قلبها الرقيق … فهى تبكي بكاء الطير عندما ترى ألم غيرها … تبكى عندما تتألم أنت تبكي عليك وكأن الذي يتألم هو قلبها … تبكي حينما تصرخ بوجهها … تبكى حين تفتح قلبها لك ولا تجد إلا الصد والإهمال منك …. فهل فكرت يوما ان تحتويها وتمسح دمعتها وتنام بين تلك اليدين كطفل مدلل أم أن تكبرك وشموخك سيدي يمنعك من ذلك فإن لم تكن أنت ذلك القلب الرحيم الكبير فمن تكون أنت ؟

ربما تتصور انها تنظر اليك على أنك زوج وفقط !

ولكن الحقيقة التي لا تعرفها عنها هو أنك بالنسبة لها حلمها وفارسها وعاشقها وحبها ودمعها ووريدها وإن بكت فهي تريدك أنت قبل أي إنسان تحتضنها لتبقى مدى الدهر بحماك … ولا تتعجب سيدى من هذا فأنت كما اوضحنا الزوج والحبيب والحلم الذى حلمت به والحقيقه التى تعيشها..

ايها الزوج … إن اهتمامك بمشاغلك عنها وتجاهلك آلامها تجعلها تشعر أن الدنيا تأخذك منها… وأنك انشغلت عن ذلك القلب الذي ينتظر منك كلمة طيبه
تكون دوائها وارتوائها..

نعم اعلم كما يعلم الجميع أن من الرجال من هم يراعون زوجاتهم ويستشعرون بقيمة الحياة الزوجة والاسرية و أنهم بقمة الروعة والعاطفة يستطيع أن يشعر بدموع المرأة التي تختنق بحنجرتها بنظرة حانية ويداوي جرحها قبل أن تذرف دمعها… ولكن هؤلاء الرجال قليلون !!

ايها الزوج الغافل …رسالتى لك أنك بحياة المرأة كالشمس التي تنير قمر الليل واختفائك من حياتها او انشغالك عنها او قسوتك عليها يعني اختفاء نورها وموتها بين أحضان الليل..

حفظ الله بيوتنا وأسرنا … حفظ الله مصر … ارضاً وشعباً وجيشاً

————-
* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 1990 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

تعليق واحد

  1. احسنت التعبير ا. عادل
    فيجب ان ننظر للمرأه هنا ليس فقط كزوجه ولكن كأم وأخت وإبنه.
    أى أنها تستحق حُسن المعامله لأنها النصف الثانى فى حياه كل انسان
    فمن منا ليس له أم يحبها ويحترمها ويقدس حياتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.