—
قصة قصيرة بقلم الشاعرة: سحر سلمان
كانت جدتي دائما تقول لي: اللي يخاف من العفريت يطلع له.
شارع مظلم كل أعمدة الإضاءة فيه مطفأة، قررت أن أقهر الظلام بداخلي وأسير فيه، سمعت من قبل أن أسلم طريقة للتغلب على الخوف من شيء هي مواجهته، الظلام في نظري هو الخوف الكبير، هو عدم الأمان، سرت وحدي، أخاف من العفريت، سمعت خطواته خلفي، مؤكد سينقض عليّ، أسرعت في خطواتي، فأسرع هو أيضا ليتني لم أقرر السير في هذا الطريق…
أشعر بخطواته تقترب، زدت من سرعتي أكثر، أرى نورا من بعيد، أسرعت أكثر وأكثر حتى كاد قلبي أن يتوقف عن النبض، إقترب أكثر، حتى حازاني في خطواتي، لوهلة !
إعتقدت أنه سيفتك بي، استسلمت وصرت أرتعد خوفًا، فوجدته يتجاوزني، ويسرع مبتعدًا، وقفت في مكاني ألهث، وأنا أراقبه، يركب الأوتوبيس القادم من بعيد بأنواره التي قهرت الظلام.