حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
كتبت: علياء الطوخي
تصدر دار صفصافة للنشر، 6 أعمال جديدة مترجمة للعربية للكاتب المسرحي والروائي والشاعرالنمساوي بيتر هاندكه الحائز على جائزة نوبل للأدب عام 2019 بحلول العام الجديد .
وتتضمن تلك الأعمال روايته الأولى “الدبابير”، وسلسلة كتب من النثر الأدبي تتناول موضوعات متنوعة من الموسيقى إلى النجاح والتعب.
يذكر ان الكاتب النمساوي البارزبيتر هاندكه, ولد في 6 ديسمبر 1942 في جريفن ،كانوا يطلقون عليه اسم “الأديب الكاميرا” لدقة تصويره لمشاعر الإنسان ولمظاهر الحياة اليومية التى تحوطه, صاحب تجربة شديدة الثراء في الحالة الأدبية النمساوية, خرج “هاندكه” للنور وسط صخب الحرب العالمية الثانية، وكانت النمسا في قلب الأحداث، في ظل أمال النازي “هتلر” في حكم العالم، ألقت الحرب بظلالها على أسرة هاندكه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة هتلر, ما بين عامي 1942 و 1966 نسج “بيتر هاندكه” ملحمته الخاصة في الطريق إلى الشهرة، قبل أن يصدر روايته الأولى “الدبابير ” وهو الرابعة والعشرين من عمره.
واثناء فترة كتابة “الدبابير” قضى هاندكه أغلبها في أحد الجزر اليوغسلافية برفقة أحد أصدقاء الدراسة القدامي، وخرجت الرواية للنور عن دار نشر زوركامب صيف عام 1965م، وبعدها بأسابيع نسى هاندكه الدراسة تماما، وأصبحت الكتابة هي عالمه, وعرفت الشهرة طريقها لهاندكه بعد روايته الأولى بشهور، ليس لتميزها فقط، ولكن لدخوله الصاخب للحياة الأدبية في أوروبا.
و خلال فترة دراسته أحب هاندكه السينما، وساهم الفن السابع في تشكيل وعيه، وصل به الحب للشاشة الكبيرة، أنه كان يذهب للسينما أكثر من مرة في اليوم الواحد، ولذلك رافقته ميوله السينمائية في مشواره، فحتى بعد سطوع نجمه الأدبي، شعلت السينما حيزا في حياته، لم يقف عند كتابة السيناريو أو الإخراج، ولكن بالعمل الصحفي أيضا, جذبت الموسيقى أيضا “بيتر هاندكه” وعاصر فترات صعود فريق البيتلز، الذي كان واحدا من عشاقه، ولذلك داوم الكاتب النمساوي طوال مشواره الأدبي، للإشارة للبيتلز في نصوصه.
اما عن دخوله المجال المسرحي, بدأ حياته ككاتب مسرحى عام 1964، بمسرحية “إثارة سخط الجمهور” والتى تنتمى إلى مسرحية الطليعة الألمانى الحديث،وقام بتقديم نص لمسرحية اخرجها كلاوس بايمان على المسرح، وأثارت ضجة كبيرة،وهذا في عام 1966 وهو العام الذي دخل هاندكه فيه تحت الأضواء ولم يخرج ابدأ، احتفى نقاد المسرح بهذه المسرحية بشكل كبير، وأصبح بيتر هاندكه نجما شعبيا للمشهد الأدبي الألماني ثم توالت أعماله الروائية ومنها “خريف كاتب” 1987، “مقال حول التعب” 1989 .
وأصبح بيتر هاندكه نجما شعبيا للمشهد الأدبي الألماني, وكانت السبعينيات هي الحقبة الباريسية في حياة هاندكة،حيث انتقل الكاتب النمساوي للإقامة في العاصمة الفرنسية لمدة 9 سنوات، بعد وفاة والدته ماريا هاندكه عام 1971 بعد أن كانت تعاني من الاكتئاب، كتب هاندكه عن والدته، قصة بعنوان “محنة” عام 1972, وتحولت إلى فيلم سينمائي عام 1974، صدرت الترجمة العربية لمحنة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر.
كانت تلك الفترة فترة حصاد في حياة هاندكه، نال خلالها العديد من الجوائز، منها جائزة شيلر 1972 في مانهايم، وجائزة جيورج بوشنر من الأكاديمية الألمانية للغة والأدب 1973م.
إلي أن عاد بيتر هاندكه في أغسطس 1979 إلى النمسا، بعد أن عاني الاشتياق للوطن, و نشر رباعيته “عودة طويلة إلى الوطن”، وأصبح هاندكه أول من يتوج بجائزة فرانز كافكا، تلك الفترة بدأ هاندكه العمل كمترجم، قام بالبحث عن كتاب من لغات أخرى غير مشهورين، ليقوم بنقلهم إلى الألمانية، اهتم في البداية بالأدب السلوفيني، كما ترجم من الإنجليزية والفرنسية والسلوفينية وأخيرا من اليونانية القديمة.
وفي عام 1986م، كتب هاندكه سيناريو فيلم “السماء فوق برلين” للمخرج فيم فيندرس، وحصد الفيلم عدة جوائز في المهرجانات السينمائية الأوروبية كما أنه عُرف أيضا بمشاركته في كتابة سيناريو فيلم “وينجز أوف ديزاير” أو “أجنحة الرغبة” الذي نال استحسان النقاد عام 1987.
وبعد أن نال هاندكه جائزة نوبل للآداب لعام 2019 أشادت الأكاديمية السويدية به , واشارت بأنه أسس نفسه كواحد من الكُتاب الأكثر تأثيرا في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية بمجموعة أعمال تضمنت روايات ومقالات ومذكرات وأعمالا درامية,وبالرغم من تلك الاشادة إلا انه تعرض للكثير من الانتقادات الواسعة لمواقفه المثيرة للجدل نظرا انه كان مقربا من الزعيم الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش، فضلا عن انكاره جرائم الابادة الجماعية التى ارتكبها الصرب بحق المسلمين خلال حرب البوسنة , فوجه الكاتب البريطاني هاري كوانزو نقدا له فى تصريح لصحيفة “جارديان” البريطانية قائلا : “نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى المثقفين القادرين على الدفاع بقوة عن حقوق الإنسان أما هاندكه ليس هكذا”.
