مسقط – حياتي اليوم
استقطبت قرية المنزفة الأثرية بسلطنة عمان، قوافل من السياح الأجانب الذين كان معظمهم من أوروبا وأمريكا نظرا لموسم السياحة الشتوي واعتدال الجو حيث استمتعوا بما شاهدوه من حصون تاريخية وأثرية ذات طابع هندسي جميل. وتقع بولاية إبراء التي تبعد عن العاصمة العمانية مسقط حوالي 160 كيلومترا.
تعتبر قرية المنزفة ذات مكانة تاريخية مهمة على مستوى سلطنة عمان، نظرا لما تضمه من مبان هندسية جميلة، إضافة إلى أنها كانت تمثل الثقل التجاري في ولاية إبراء بسوقها ومحلاتها التجارية وتمكنت من استقطاب العديد من الرحالة والمؤرخين، ووصفها البعض في حينها بأنها من أجمل القرى العربية ذات الطابع الإسلامي والعربي الفريد التي امتزجت فيها المباني بين الهندسة العمانية وهندسة بلاد الرافدين كما أنها تشرفت باحتضان أول مستشفى في المنطقة الشرقية الذي كان موجودا عام 1967 أي قبل النهضة المباركة بثلاث سنوات تقريبا وقدم خدماته العلاجية لأهالي الولاية والولايات الأخرى المجاورة.
وضعت وزارة السياحة بسلطنة عمان، دراسة تفصيلية شاملة للحارة التي لم تركز على المباني القائمة فقط بل الواحات المحيطة بها والعادات والتقاليد والحرف الموجودة وهي لا تهتم بالجانب الحسي والمادي فقط بل الجانب البشري أيضا لتوظيف كل المفردات للأغراض السياحية.
يتبين من خلال هذه الدراسة ماهية الخطة الصحيحة والنهج السليم الذي ينبغي أن تنتهجه لتوظيف حارة المنزفة وإن ثبتت جدواها للأغراض السياحية وهي تقوم على أسس علمية وثقافية واجتماعية وتراثية تأخذ القرية بنظرة الشمولية ولا تأخذها من ناحية المبنى فقط، بل من الناحية التاريخية والثقافة والبشر والعادات والتقاليد والأفلاج والزراعة وسبل عيش الناس حيث كان التوجه لتحويلها إلى قرية تراثية سياحية متكاملة.