الخميس , 25 أبريل 2024

فاطمة موسى تكتب: عقوق بالإكراه

= 1235

آيات كثيرة فى القرآن وأحاديث نبوية تأمر ببر الوالدين وتحذر من العقوق فإن جزاءه يناله الانسان فى الدنيا قبل الآخرة. وهذا معلوم من الجميع صغيرا وكبيرا عالما أو حتى جاهلا حتى أن بر الوالدين فى معظم الأحيان مقرونا بعبادة الله عز وجل كقوله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركو به شيئا وبالوالدين إحسانا).

لكن هل هذا يعطى الحق للأهل أن يستخدموا هذه الحقوق كسلاح قهر واستبداد للآباء والأمهات على أبنائهم بل وحتى تحديد مصائر حياتهم بما يوافق مصالح الوالدين الشخصية حتى لو سيضر أبنائهم ويتسلطون عليهم فى اختيارات مصيرية قد تحول حياتهم للاسواء متعللين أن عدم الطاعة عقوق فقد ترى بعض الآباء يسيطر سيطرة كاملة على دخل أبنائه المادية بالرغم من قدرته المادية ويتسبب بعد ذلك بتوريث إخوته جميعا فى مال أخاهم الذى جمعه على مر السنين ويظل الابن ينظر إلى أمواله فى ايدى غيرة ولا يستطيع حتى الدعاء بالمغفرة لوالديه وكم من زيجة فشلت وتشردت اولاد بسبب تسلط أحد الوالدين واستخدام الطاعة سلاح ترهيب لأبنائهم.

اخوانى الأعزاء ليس فى الحقوق عقوق ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ومن أراد أن يطاع فيأمر بماهو مستطاع ..وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((رحِم الله والدًا أعان ولده على بِرِّه))، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: ((يَقبل إحسانَه، ويَتجاوز عن إساءته))

فعن ابن عبَّاس قال: قالوا: يا رسولَ الله، قد علِمنا حقَّ الوالد، فما حقُّ الولَد؟ قال: ((أن يُحسن اسمَه، ويُحسن أدبَه)).

وكان سعيد بن العاص يقول: “إذا علَّمتُ ولدي القرآن، وحجَّجتُه، وزوَّجتُه، فقد قضيتُ حقَّه، وبقي حقِّي عليه”.

وقال قتادة: “كان يُقال: إذا بلغ الغلام فلم يزوِّجه أبوه فأصاب فاحشةً، أَثِمَ الأبُ”.

كونوا عونا لأبنائكم على الطاعة فلا تضغطوا عليهم لدرجة أنهم يصبحوا فى حيرة مع أنفسهم كيف يرضونكم ويتسائلون ليل نهار هل هم فعلا مطالبون بالطاعة بهذه الطريقة يتخلوا عن ابسط حقوقهم ويدفعوا حياتهم وآمالهم مقابل ما فعلتموه لهم ومنهم من يكون ضعيف الايمان. ويضطر إلى العقوق لكى ينجوا بآماله وأحلامه المشروعة.

أبنائى الأعزاء لا تنسوا دائما أن الدنيا دار ابتلاء ولا يعنى أن نجد من آبائنا وأمهاتنا ما لايسرنا أنه مبرر للعقوق فإن الله فى كتابه العزيز جعل اكبر خطيئة يفعلها الآباء فى حق أبنائهم ليست سببا للعقوق وهى أمرهم بالخروج من دين الله عز وجل فقد قال تعالى فى كتابه العزيز فى سورة لقمان: ((إِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ)).

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3619 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.