السبت , 20 أبريل 2024

همسات نفسية … كيف يتم غسيل المخ ؟

= 4352

بقلم: عادل عبدالستار

قُدر لى أن استمع الى الدكتور عادل الزايد .. استشارى الطب النفسى وهو يتحدث عن كيف يتم التأثير عليك او فى مفردة اسهل قليلا ( كيف يتم غسيل المخ )

واشار الى ان التأثير يحدث بامرين اثنين:

الاول … التأثير العاطفى … بمعنى أن استخدم التأثير العاطفى عليك تجاه امر معين او قضية معينه او شخص معين حتى تؤمن بما اريد ان تؤمن به او تصدقه او تتجه اليه

الثانى … التأثير العقلى … بمعنى ان ابث لك كميه هائله من المعلومات وبطريقه القاء معين وانا واثق انك تجهل تلك المعلومات او ليس لديك ما يجعلك ترد على معلوماتى لك وبالتالى يتم التأثير عليك واخذك فى الاتجاه الذى اريده انا

و لكى تخرج او تنجو من هذا التأثير يجب ان تتعامل مع الامر بنفس الامرين … العاطفه و العقل … بمعنى انه اذا تأثرت انا بموضوع بشكل عاطفى ابدأ امرره على عقلى قبل الايمان به او تصديقه والحكم عليه … فاذا رأيت ان هذا الامر يقبله العقل والمنطق يتم الاخذ به … وقد استشهد الزايد بحديث رسول الله … أن الحكمة ضالة المؤمن إينما وجدها أخذها .

وقد ضرب الزايد مثال بهارون الرشيدى … الخليفه العباسى الرائع ورجل الدوله القوى … بأن هنا من اجتزء جزء من التاريخ وصدر لنا انجازاته وفتوحاته وهذه حقيقه لا ننكرها … ولكن تم اجتزائها لاظهار الرجل بشكل معين …. ثم هناك من اجتزء جزء اخر من تاريخ الرجل وقال أنه بنى سجن كبير ليسجن فيه معارضيه لدرجة انه قتل منهم ٤٠٠ شخص ، ايضا ليصدر لنا او ليظهر لنا الرجل بشكل معين وهو الشكل او الصورة الذى اراد ان نؤمن بها ونصدقها ونروج لها..

أذنً لم يعطينا احدهم الصورة كامله حتى نستطيع ان نحكم على الرجل بشكل كامل و عادل ، ولكن كلا منهم قد اجتزء الجزء الذى اراد هو ان نؤمن به نحن ونصدقه ونروج له .

ولكن ومن منظور وبعد مختلف وبتفكر وتأمل فى الامر وهذا هو المقصود بان تمرر المعلومات على عقلك ولا تتأثر فقط بما قيل لك … فمن منظور مختلف يمكن لنا ان نرى أن هارون الرشيدى كان حاكم ورجل دوله عليه ان يحمى حكمه و دولته و ربما هذا ما دفعه لسجن معارضيه … ليس لانه شخص جيد او سيئ ، ولكن لانه تصرف سياسى بحت دفعه لاخذ مجموعه من التدابير لحمايه حكمه ودولته .

الخلاصه …. يجب ان ننظر الى اى أمر من كل جوانبه ونتأمل فيه جيداً قبل ان نتأثر او نأخذ موقف معين او نصدر حكم معين على الامر . هذا بالنسبه للامر الاول و هو التأثير العاطفى

ثانياً .. كيف تنجو من الطريقه الثانيه التى تستخدم فى التاثير عليك .. وهو التأثير العقلى كما اشرنا فى السطور الاولى للمقال … و لكى ننجو من هذا علينا أن ننتصر فى معركة الوعى … علينا أن نسعى للمعرفه .. علينا أن لا نعيش هكذا مجرد بشر جهلاء يستطيع اى شخص بقليل من المعلومات سواء كانت صحيحه او مغلوطه او مذج بين الصواب والخطأ أن يأثر علينا ويوجهنا الى حيث يريد هو وليس ما نريد نحن .

اقول هذا خصوصا للاباء والامهات كى يلفتوا نظر ابنائهم الى هذا الامر شديد الخطورة … عليكم ايها الاباء ان تشجعوا ابنائكم على القراءه ..والسعى للمعرفه ..تشجيعهم أن تصبح لديهم رؤية مستنيرة … تلك الاستنارة سترشدهم الى الطريق الصحيح .. مرة اخرى واخرى اقول .. تعالوا نحفر بئر نشرب منه قبل أن نصاب بالظمأ.

تعالوا نوجه ابنائنا الى المعرفه الصحيحه والرؤية المستنيرة قبل أن ناتى بهم من داعش او القاعدة … او ناتى بهم من اقسام الشرطه لان احدهم خدعهم ان المخدرات مثلا تفعل كذا وكذا .

حفظ الله ابنائنا … حفظ الله مصر … ارضاً وشعباً وجيشاً.
———————

* ممرض بالطب النفسي

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 1206 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.