الجمعة , 26 أبريل 2024

كيف استقبل زوجى …كيف استقبل زوجتى؟

= 2558

بقلم: عادل عبدالستار

عزيزى الزوج وعزيزتى الزوجة اليوم وفوق تلك السطور ستكون همساتنا النفسية عن أمر مهم من امور الحياه الزوجية ، همسات نفسية تساعدنا على تعلم شئ جديد فى الحياة الزوجية ، وهو كيف أستقبل زوجى حين عودته من العمل.. وهكذا الزوج حين تعود زوجته من عملها .

إن الزوج يعود الى البيت دائماً بواحدة من ثلاث حالات كما أوضح هذا الطب النفسى وهى: حالة الطفل – حالة الراشد – حالة العاشق – وعلى الزوجة أن تعرف كيف تفرق بين الحالات الثلاث وكيف تتعامل مع كل حالة حسب سمات تلك الحالة وصفاتها ، وهذا ما سنوضحه الآن فوق سطور هذا المقال .

الحالة الأولى …. حالة الطفل

أن يعود الزوج الى البيت بنفسية الطفل ، وهو أن يعود شاكياً غاضباً من العمل او من رؤسائه فى العمل بأن يقول مثلا ( هما مش عارفين قيمتى ، ما انا ممكن اقعد مش اشتغل زى باقى الناس، حاضر انا هاعمل كدا وخليهم بقى يشوفوا هايمشوا الشغل أزاى) فى هذه الحالة على الزوجة أن تقابله بنفسية الام لا بنفسية الزوجة ، بمعنى أن تكون له أم فى تلك اللحظات ( ولا يهمك بكره يعرفوا قيمتك ، هما مش يقدروا يستغنوا عنك ، هو فى حد بيشتغل زى ما انت بتشتغل ، ربما بس هما مش أخدوا بالهم النهارده ، او انت فهمت كلامهم غلط ، قوم يا حبيبى ولا يهمك ، قوم غير هدومك واتوضا وصلى وإن شاء الله كل شئ هايكون بخير وهادعيلك كمان فى صلاتى أطمن ) بتلك الطريقة تكونى أنت ايتها الزوجة قد لعبتى دور الام بحنانها ورقة قلبها ودفئ كلامها ، وبهذا تمتصين معظم ما يشعر به وبعد قليل ستجدية بشكل مُختلف .

تخيلى معى ايتها الزوجة لو أن زوجك وهو عاد بنفسية الطفل هكذا واستقبلتيه أنت بشكل مختلف ( يعنى دى اول مرة ،اكيد أنت اللى مش بتسمع الكلام ، أنت دائما كدا مش شايف نفسك غلطان خالص ، تعالى لما نتكلم بالعقل هو قال لك كدا ، طيب ينفع أنك كنت ترد كدا ، لا ، كان يجب ترد بكذا ) تلك الطريقة يا سيدتى وهى الحوار بالمنطق والعقل لن ينفع فى هذا التوقيت ، لانه الان يعيش حالة الطفل ، وليس حالة الراشد العاقل ، هو يحتاج الان فقط أن تطبطبى عليه ويشعر بالدفئ فى صوتك وحوارك معه ، ثم حين يهدئ ويعود الى حالة الراشد حينها نعم تستطيعى أن تحدثيه بالمنطق وهو سيسمعك وسوف يستجيب لك ، لانه عرف أنك كنت حانيه عليه بشده حين عاد غاضباً مهموماً من عمله.

الحالة الثانية …. حالة الراشد

وفى تلك الحالة تجدى الزوج يعود الى البيت بنفسية الراشد بمعنى إنه يعود طبيعى مُبتسم لا يشكو من شئ ، وبعد وصوله بقليل تجديه يسأل عن البيت وعن الاولاد ، وكيف حالهم ، وهل البيت يحتاج الى شئ وهكذا.

فى هذه الحالة على الزوجة أن تقابله ايضا بنفسية الراشدة بمعنى أن تتحدث معه عن امور البيت وما اذا كانت تحتاج الى شئ او ربما كان لها بعض الملاحظات على الابناء فتخبره بها وهكذا ، لان الزوج الان عاد فى حالة الراشد ، سوف يستوعب ما تقولى له وهو جاهز لاستقبال رسائلك.

تخيلى معى لو أنك وهو عائد بنفسية الراشد هكذا استقبلتيه أنت بنفسية الام ، تطبطبى عليه وتحنو عليه ، ربما نظر اليك بإندهاش او ربما بغضب وسيقول لك ( ايه أنت شيفانى عيل أدامك بدلعيه وتدلليه ) اذن عليك أن تعرفى كيف توظفى كل حاله فى مكانها.

الحالة الثالثة….حالة العاشق

فى هذه الحالة يعود الزوج وهو فى حالة العاشق والمشتاق الى زوجته فهو جاء فى حاله من الهيام والرومانسية والتودد ، وهنا على الزوجة أن تقابله ايضا بحالة العاشقه ، فتستجيب له سريعا ، وتعيش معه تلك اللحظات ، وتٌشبع إشتياقه وتُشبع هى ايضا إشتياقها وعليها أن لا تتحدث أبداً فى اى شئ من امور البيت او الاولاد أو المدرسة فى هذا الوقت وإلا افسدت عليه وعليها معه تلك اللحظات الرائعه التى يسعد بها الزوجان.

وتخيلى معى لو أن الزوج عاد بنفسية العاشق وانت استقبلتيه بحالة الراشدة .. بأن الولاد عملوا كذا وكذا ، والبيت محتاج كذا ، او الحمد لله إنك رجعت دلوقتى إنزل بسرعه غير أنبوبة الغاز !! او الحمد لله إنك رجعت دلوقتى انا كنت لسه هاتصل بك شايف أمك قالت لى ايه النهاردة!! بالله أسالك يا سيدتى هل هذا الوقت المناسب لمثل هذا الحديث ، الرجل عاد مشتاق لك ، عاد فى حالة العاشق فعليك أن تكونى أكثر منه رغبةً وشوقاً ولهفةً.

أحد الاصدقاء كان يشكو لى بأنه ومن يوم أن تزوج منذ 16 عاما والى الان ، لم ينادى على زوجته فى اى وقت الا وتقول له حاضر يا حبيبى بس هاعمل كذا او كذا ، حتى حين يلمح لها برغبته فى العلاقه الحميمية بينهم ايضا تقول له نفس التعبير حاضر يا حبيبى بس هاعمل كذا.

اذكر تلك الشكوى لصديقى لانك عزيزتى الزوجة لو أنك لمستى حجم المرار الذى كان يتحدث به ، كنت أيقنتى ماذا اقصد بحديثى حول تلك النقطة المهمة للغاية.

واخيراً … إن ما ذكرناه بالنسبه للزوج هو نفسه صورة طبق الاصل بالنسبة للزوجة فهى ايضا تعود بتلك الحالات الثلاث … الطفلة والراشدة والعاشقة، وعلى الزوج أن يستقبلها بنفس الطريقه التى ذكرناها منذ قليل.

حفظ الله بيوتنا … حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً.


* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 4057 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.