الخميس , 25 أبريل 2024

الكاتبة صبرين حسن تكتب: بين السما والأرض

= 942

مشكلتنا الكبري ( نحن )
نلعن الظروف والأشخاص والمواقف ولا نريد ان نعترف ان كل مشاكلنا تكمن فينا …
فنحن من نعطي لضعفنا القوة لإضعافنا وتكدير وإزعاج سلامنا وهدوءنا النفسي

نتذكر هفواتنا أكثر من إتزاننا ، نتذكر فشلنا أكثر من نجاحاتنا ، نتذكر ما لا ندركه أكثر من ما إستطعنا فعله أو حصلنا عليه ، نحتفظ بذكرايات هزائمنا وخذلاتنا وخيباتنا وأوجاعنا ونظل لهم أوفياء , لا نترك موقفا يمر علينا مرور الكرام

باتت تستوقفنا الكلمة ويشغلنا الحرف أصبحنا نبحرونرهق أنفسنا للوصول لمكنون نوايا الحديث
رفضت أرواحنا العيش علي الأرض فاستهلكنا ونحن نحلق في عالم الخيال الذي دائما ما كان يوقظنا علي كابوس إرتطامنا بالواقع وبعض مسلماته …

كأن ندرك أن الكلمة ليست عقد وليست ملزمة وأن الوعد ليس ضمان للغد بل مجرد كلمات تنتهي صلاحيتها بانتهاء الحديث .

وأن القلب متقلب والود متغير مهما بلغت محاسن أفعالك ، فلا ترهق نفسك بالتجويد
وأن تعي جيدا انك لست بمأمن من الغدر ، وأن تعتاد سماع قصص الندالة بصدر رحب غير متفاجئ

وأن تدرك مهما زادت محبتك أو مراعاتك لمشاعر الأخرين أو وضعهم بخانة أولويات إهتمامك ان كل ذلك لن يثمن من قبلهم وماهي إلا بعثرة لمشاعرك ولن يكون أمامك سوي خيارين :

*اما ان ترتضي وتتقمص دور الفدائي …
*أو ان تبدأ في لملمة مشاعرك المبعثرة …

وبين الواقع والخيال أيضا لا يوجد أمامك سوي خيارين :

*إما ان تظل تعيش في الخيال وتحلق في سما مثاليات المشاعر والمواقف وتتحمل إرتطاماتك ومعاناتك النفسيه بعد كل إستيقاظ بالواقع وناقم علي حقيقة البشر حولك في ظل حياتك الوردية التي لا وجود لها سوي في بستان مخيلتك …

أو ان تعيش علي الأرض وتعلم ان الحياه رحلة قصيرة لم تخلق للصراع النفسي وتحميل أرواحنا ما لا تطيق …
فتجتهد علي نسيان الذكرايات المؤلمة والمواقف المؤسفة من البشر في الماضي والحاضر وأن تتزود بثقافة الحذف ، وبعض التجاهل ، والكثير من اللامبالاة حتي تخفف من عليك عبئ حمل التفاجؤ والصدمة وأنت في طريق رحلتك للغد.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: فجوة بين الشباب ورجال الدين

عدد المشاهدات = 3466 منذ فترة طويلة وانا اشعر بوجود فجوة عميقة فى العلاقة بين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.