الثلاثاء , 16 أبريل 2024

عائشة الجناحي تكتب: كلمة لا والرضا الداخلي

= 900

يطلب منها زملاؤها مساعدتها على إنجاز بعض المشاريع وترد عليهم مباشرةً بالموافقة من دون أي تردد بالرغم من انشغالها في مشاريع أخرى وشعورها بالتعب والإرهاق، وذلك لأنها ترى في كلمة «لا» مشقة.

بعد مرور الأيام تأخذ نفساً عميقاً ثم تبدأ بالتفكير بعمق في نفسها وتستشعرها من الداخل فتردد «هل لا أزالُ متماسكة أم أنني فقدتُ السيطرة بمعنى الكلمة على زمام الأمور؟ هل بإمكاني المسير في الطريق الذي يحقق لي كل ما أريد أم أنني رفعتُ شارة الاستسلام للأحداث وجميع المواقف فأصبحتُ في مهب الريح تدفعني دائماً رغبات وطلبات الناس كما يريدون؟».

هذه الشريحة من الأفراد لا ينعمون بالنفس المطمئنة لأنهم لا يرون الصورة الكاملة لحياتهم بأولوياتها ولكنهم يركزون على أجزاء الحياة المتناثرة لإرضاء الناس حتى تضيع حياتهم سدى.

كثيراً ما نتحامل على أنفسنا من أجل إرضاء الآخرين فتصبح كلمة «لا» صعبة للغاية وثقيلة على اللسان، لأننا نخاف عواقب هذا الرفض أن نشعر بالذنب أو نخشى من جرح الذين ينتظرون منا المساعدة والوقوف بجانبهم فيرحلون، غير مدركين أن إرضاء الآخرين قد يكون فيه تضحية كبيرة قد تتسبب في ظلم النفس.

يجب علينا تصحيح المفاهيم السلبية التي يتم ربطها بكلمة «لا»، لأن بإمكانها وضع حدود لأية علاقة والتعبير عن مشاعر صادقة وحقيقية. فإذا كان الشخص يوافق دائماً على أي طلب حتى ولو كان يتسبب في ضياع وقته وجهده ليضمن محبة الآخرين واستمرار علاقته معهم فقد تكون عملية الاعتذار عن تلبية رغباتهم صعبة جداً.

إذاً كيف تتصرف؟

أولاً يجب تحديد أهمية بعض الأشخاص وتنظيم الوقت وترتيب الأولويات بالبدء بالأهم ثم المهم، وحين تعد شخصاً بمقابلته ولم تسمح لك الظروف يمكنك تأجيل الموعد من غير تحديد الميعاد باليوم والوقت حتى لا تقع في الظروف الطارئة. وإذا طلب أحدهم مساعدتك ولم تتمكن من تقديم المساعدة أظهر تعاطفك التام معه وأنك تشعر بحجم معاناته .

ولكن ليس بوسعك مساعدته وسيتفهم ويتقبل اعتذارك بصدر رحب. يجب عليك أن تعرب عن أسفك بأنك غير قادر على تلبية الطلب قائلاً «أعتذر» ثم تقول «لا» من دون تردد وتليها المرحلة المتمثلة في توضيح أسباب الرفض حتى يستوعب ويتقبل الشخص الآخر قرارك.

تيقن أنك حر من عبودية الأشياء، فلا شيء في العالم يجبرك على أن تتبع المثاليات المُرهِقة لكسب قلوب ومحبة مَن هم حولك، فتقدير الذات يجلب لك الرضا الداخلي والاحترام والقبول من الآخرين.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 1342 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.