الخميس , 28 مارس 2024

همسات نفسية: قلق ليلة الزفاف..!

= 3073

بقلم: عادل عبدالستار

إتصل بى أحد الاصدقاء وطلب منى أن أجلس مع ابنه لان يوم زفافه أقترب ولا يعرف كيف يتحدث معه عن ليلة الزفاف !!

وقد وعدته بهذا ، ثم قلت لماذا لا تكون جلسة عامة فوق تلك السطور ،ولكن بعبارات إحترافية مُتخصصه… و أقول أن واحد من اهم اسباب قلق ليلة الزفاف هو إننا وعلى الرغم من الانفتاح الهائل الذى نعيشه الان الا انه مازل لدينا مشكلة كبيرة فى معلوماتنا عن الجنس .. وللاسف أن العروسين لا يشغلهم فى تلك الليله ولا يسبب لهم القلق الا هذا الامر لذلك علينا أن نتعلم شئ عن الجنس قبل الزفاف ( ونحن هنا لا ندعو إلى أن يكون الحديث عن الجنس بطريقة فجة وخالية من كل معانى الحياء , وانما ندعو لأن يكون الموقف معتدلاً وانتقائياً فنعلم أولادنا ما يجعل لديهم المعرفة المطلوبه والصحيحه .

و فى مجتمعاتنا توجد ثلاث مشكلات للجنس حددها الطب النفسى … الجهل بأسرار الجنس … المعلومات الخاطئة عن الجنس .. القلق من الممارسة الجنسية ( أتحدث هنا عن الممارسة الحلال بين الزوجين ) ، وربما تظهر المشكلة أكثر عند الفتاه ، فطبيعة حيائها يمنعها من أن تسأل عن تلك الامور ، وربما اذا تجرأت فتسأل صديقتها وهنا تأتى الكارثه لان فى الغالب صديقتها تعطيها إنطباعها هى وليست معلومه علمية صحيحة..

ثم هناك مفهوم خطأ تؤمن به بعض الفتايات وهو إعتقادها بان جهلها بأمور الجنس أحد علامات عفتها وأدبها , كما تنشأ ولديها اعتقاد أن الجنس لذة فقط للرجل وأن المرأة ما هى إلا أداة لتحقيق هذه اللذة !! وبالتالى حين تأتى ليلة الزفاف يتحول الأمر إلى صراع فالزوج يريد أن يثبت رجولته فيفض الغشاء فى أول ليلة وعادة ما يكون متعباً أو متوتراً بسبب ترتيبات الفرح والسهر , والزوجة خائفة بسبب ما لديها من رواسب ومعلومات خاطئة , ثم يأتى الضغط النفسى الاكبر وهو أن الأهل سيأتون فى الصباح ليطمأنوا !!!

ومن هنا تبدأ مشاكل ليلة الزفاف وتكون عادةً أن يصاب بعض الأزواج بالإرتخاء ويُرجعون ذلك الى أنهم “مربوطين” بواسطة أحد الأشخاص , وبعض الزوجات يصبن بالتشنج المهبلى , أو رهاب الجنس نتيجة المخاوف الشديدة ونتيجة الطريقة غير المناسبة من الزوج . وهذا ما يسميه الطب النفسى بـ ( قلق الأداء (Performance anxiety ) وهو يؤدى الى حالة ارتخاء للزوج كلما اقترب من زوجته وإلى حالة انقباض لعضلات المهبل والحوض والفخذين لدى الزوجة كلما اقترب منها زوجها … وهذا يدفع البعض الى اللجوء للعلاج بالسحر والشعوذة !! ويتلقيان إيحاءات مزعجة ومخيفة من هؤلاء قد تؤدى الى مزيد من تأزم العلاقة وقد تنتهى الأمور بالطلاق !!

ومن المخاوف الشهيرة فى ليلة الزفاف خوف الفتاة من عملية فض غشاء البكارة خاصة اذا كان لديها معلومات خاطئة عن أن فض الغشاء عملية مؤلمة , فى حين أنه فى الحقيقة عملية بسيطة جداً ونادرا ما يصاحبها ألم , وقلق العروس لايتوقف عند فض الغشاء فقط وإنما يمتد إلى وجود الغشاء من عدمه على الرغم إنها متاكده إنه لم يلمسها أحد من قبل.

أيها الشباب المُقبلون على الزفاف.. أرجو أن تنتبهوا لكل حرف فيما سيأتى فهذا سيساعدكم كثيراً فى تلك الليلة الجميلة.. والتى يحولها خوفكم الى ليلة غير ذلك !!

1/ علينا كى نتجنب الكثير من مشكلات ليلة الزفاف لابد وأن تكون هناك فترة خطوبة كافية يتعرف فيها الطرفان على بعضهما ويألفان بعضهما فكرياً ووجدانياً وتنمو بينهما مشاعر الحب والود التى تساعد على قيام حياة زوجية سليمة .

2/ يجب زيارة أحد الاطباء المُتخصصين والتحدث معه عن هذه الليلة ، لاننا سمعنا كثيراً من الزوجات إنه ياليت والدتى كانت قد تحدثت معى قبل ليلة الزفاف وحدثتنى عن ما سوف يتم حتى لا اشعر بكل هذا القلق الذى اصابنى والذى لم يكن له اى داعى غير جهلى بالامر وخوفى منه … ونحن نقول بالاضافه الى حديث الام اذهبوا ايضا الى طبيب متخصص.

3/ يجب أن يتأكد العروسان أن لديهما معلومات كافية عن الأعضاء الجنسية وعن كيفية الممارسة , لاننا نرى مهازل فى المستشفيات ثانى يوم من الزفاف ، فتأتى العروس وهى فى حالة صعبة نتيجة الممارسة العنيفه والخاطئة لدرجة إنه أحيانا يتم إدخال العضو الذكرى فى فتحة البول !! ولهذا يجب الحصول على هذه المعلومات ومن السهل جدا الحصول عليها من مصادر صحيحة مثل الكتب العلمية أو من طبيب متخصص .. أكرر من طبيب متخصص وليس بمشاهدة افلام إباحية فهذا يُزيد الامر تعقيد للغاية.

4/ أشار الدكتور محمد المهدى استاذ الطب النفسى إنه يجب على العروسين معرفة ذوقيات وآداب الممارسة , فهما فى الأساس بشر لديهما مشاعر وأحاسيس ولديهما مخاوف أيضاً من هذا الشىء الجديد اللذيذ والمخيف فى آن واحد , لذلك يحتاجان لطقوس تقلل من هذا القلق , فمثلا حين يدخل العروسان شقتهما يقومان بجولة فيها ليفرحا بمحتويات الشقة التى تعبا لتأسيسها بهذا الشكل الجميل , ثم يجلسان سوياً فى غرفة الصالون أو الأنتريه , ثم يضع العريس يده على جبهة عروسه ويدعو بأن يوفق الله بينهما ويبارك لهما , ثم يتوضآن ويصليان , ثم يجلسان لتناول العشاء سوياً , على أن يكون عشاء خفيفاً وليس عشاء كثير الدسم كما هو معتاد عند الناس , حيث أن العشاء الثقيل شديد الدسم يؤثر على الأداء الجنسى.

وبعد العشاء يتخففان من ملابسهما شيئاً فشيئاً مع الإقتراب الودود المحب والمداعبة اللطيفة غير المتعجلة ويكون هدفهما أن يسعدا معاً وليس الهدف فض غشاء البكارة أو إثبات القدرة والكفاءة .فهى ليست حرب !! وعلى الزوج أن يراعى هذا ويتفهمه ، وتفهم الزوج لهذا يجعل له رصيد كبير من الاحترام والحب لدى العروس ، حينها تشعر بحنانه ودفئه بل وتشعر برجولته ايضا وهذا يُحفر فى الذاكرة لديها ، ثم انه حتى وإن لم يحدث اى لقاء بينهما فى ليلة الزفاف فهذا امر لا يقلق منه العروسين ، بل انه يُفضل جدا إن يؤجل هذا اللقاء لليوم الثانى او الثالث ، حينها يكون الزوجين قد أعتادا على بعضهما اكثر ، وقل الخوف والقلق والتوتر ، وذهب تعب يوم الفرح .

5/ لا يستحب أخذ أى منشطات فى هذه الليلة بل يترك الأمر على طبيعته فإن ذلك أفضل , مع العلم بأن هناك مشكلات كثيرة تحدث نتيجة تعاطى المنشطات ربما تؤدى الى نفور وكراهية بين الزوجين طوال الحياة . وهذا ليس كلاماً تنظيرياً فقط وإنما سمعناه عشرات المرات من الزوجات فى جلسات الاستشارات الاسرية .. فعلى الزوج أن ينتبه.

6/ أما بالنسبة للاهل فيجب الاتفاق معهم على عدم إستعجال العروسين فى هذا الامر ، أو إنتظارهم خارج الغرفة ، و انتظار المنديل الملطخ بدم غشاء البكارة !! فهذا عمل غير آدمى كما يحدث فى بعض القرى والاحياء الشعبية ، ولا حتى الاتفاق على اننا سوف نتصل الصبح بالتيلفون كى نطمئن!!
ارجوكم انزعوا تلك الافكار من اذهانكم فهى تسبب مشاكل لا يعلمها خطورتها الا الله عزوجل ، والأفضل ترك العروسين يحققان العلاقة بينهما فى أى وقت دون تعجل , فالعلاقة بسيطة وتتم بين سائر الكائنات ولكن يعقدها ويربكها المعتقدات والممارسات الخاطئة.

7/ بعد الجماع الاول على الزوج إن يمتنع تماما عن زوجته لمدة 8 ساعات على الاقل ، لانه ونتيجة فض غشاء البكارة تكون هناك شُعيرات دموية مُلتهبة فيفضل ان تجلس العروس فى ماء به مطهر تأتى به من الصيدليه قبل الزفاف .. ولا يعتقد أحد أن هذا الالتهاب أمر مؤلم ، هو أمر عادى جدا ونفعل هذا لزيادة الحرص على العروس.

أخيراً اقول … أن الزواج ليس علاقة جسدية أو جنسية فقط وإنما هو علاقة لها أبعاد متعددة جسدياً ونفسياً واجتماعياً وروحياً , وأنهما معا لسنوات طويلة إن شاء الله فلا داعى لإختزال العلاقة ولا داعى للتعجل فيها.

حفظ الله شبابنا ووفقهم … حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً

——

* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 121 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.