حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
—
بقلم : فاطمة بنت الرفاعي
كلماتنا تؤثر في قلوب الناس وأفعالهم أكثر مما نعتقد
قد تميت قلبا بخنجر كلمة مسمومة وقد تعيد ميتا للحياة بكلمة أيضا
لقد نجت البشرية كلها من الطوفان بجملة من كلمتين “اصنع الفلك”
وربط قلب صاحب الهجرة التي أظهرت هذا الدين بكلمات قلائل “لا تحزن إن الله معنا”
وسطرت كتب التاريخ الكثير من الكلمات التي غير مصائر الأمم ..
فقد برأت مريم عليها السلام كلمة عيسى عليه السلام في مهده ونجا جريج من زعم الغانية بشهادة الرضيع ..
ليست الكلمات من البشر وحدهم ..
بل من الحيوانات والطيور والحشرات أيضا
فعندما قال الهدهد : “وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله …”
غير مصير دولة سبأ
وعندما قالت نملة : ” ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده “
غيرت مسار جيش
وقد رفعت نملة من همة عالم جليل كالكسائي
حين يئس من الإجازة النحوية لكثرة ما أخفق في اختباراتها فتعلم من همة نملة ..
وقد تفوق أديسون بكلمات والدته التي طالما أوحت له بعبقريته
نجت الأمة من هلاك التتار بكلمة العز بن عبد السلام
بعض البطولات كلمات وكثير من المآسي في تاريخ البشرية كلمات أيضا
لولا كلمات مفسر حلم فرعون لما قتل أبناء بني إسرائيل وأيضا لولا تعبير يوسف لرؤيا الملك لهلكت مصر ..
لولا وزير إعلام النازية وكلماته لما هلك الملايين في الحروب النازية من الألمان وغيرهم..
كم كسرت قلوب بكلمات!
كم جبر كسر وسد خلل بكلمات أيضا ! ..
صلى الله على محمد نبي الرحمة وسلم الذي قال :” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت “
التهنئة كلمة
والتعزية كلمة
والسباب كلمة
والتحفيز كلمة
والحب كلمة
والقسوة كلمة
والتوحيد كلمة
والكفر كلمة
كلها كلمات تصدقها أفعال تخلف نتاجا مجتمعي إيجابا أو سلبا
حري بنا أن نرأف بالآخرين حين نوجه إليهم كلماتنا
لنرحم المجتمع من وباءات وتشوهات قد تخلفها قنابل الكلمات المتفجرة ..
نشر بساتين الكلمات حيث كنا؛ يرسم البسمات على الوجوه
بقاء عبق أحاديثنا في ذاكرت البشر ؛صدقات جاريات وأجورا موصولة لنا ليوم القيامة..
وهذا منهج نبوي : “وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم “
” قل يا عماه كلمة أحاج لك بها عند الله “
كلماتنا ورود وثمار نزرعها نحصدها في الغد القريب
فقد بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم متمما لمكارم الأخلاق ..
فليحب أحدنا لأخيه ما يحب لنفسه ..
لندخر من غرس الدنيا لحصاد الآخرة .
