الجمعة , 19 أبريل 2024

نورهان إبراهيم تكتب: السعادة قرار..!

= 2093

نتَمني جميعاً المدينةَ الفاضلةَ للعيشِ بها ولكن واقعَنا غير ؛ يفرضُ عليكَ الخروجَ إلي ساحة القتالِ مِن أجلِ تلبيةِ طلباتِكَ الأساسيةِ البسيطة فقط فما بالُك بالرفاهيات ، يتمني الجميعُ أيضاً حياةً بلا ألمٍ ، وراحةً دونَ جهدٍ ، وأموالاً بأقلِ مجهودٍ ، ولكن كيف تتعلمُ دون أن تتألمَ ؟ ومافائدةُ الحياةِ دون دروسِها ؟ وكيف ستنضُج دون تكرارِ الصفعةِ أكثرَ مِن مرةٍ .

عزيزي القارئ: إرض بواقعِك كمَا هُو فما خُلقت مِن أجلِ أن تعيشَ رغداً علي هذه الأرضِ ؛ ولكن كلاً منا خُلق لمهمةٍ خاصةٍ كلفًه اللهُ بها ، وكلُ مهمةٍ يلزمُها مسئوليةً وحكمةً في التصرفِ ، ولكن كيف ستأتيك الحكمةُ وأنت ناكرٌ للواقعِ ؟ رافضٌ للماضى ؟ هاربٌ من المستقبلِ ؟ ومغيبٌ في الحاضرِ ؟

نصيحتِي لك قُم بوقفةٍ مع نفسِك ، ولا مانعَ من أن تخلو بها فما أجمل الخلوة مع الذاتِ ، وكُن واضحاً إلي أبعدِ الحدودِ ، فما من داعٍ للخجلِ أوالنكرانِ ، أحضِر ورقةً وقلماً ، واكتب ما يحلُو لك ، كلَ ما يطرأُ في ذهنِك ضعهُ ؛ وإن كان رسماً أو رتوشاً ، ثم خُذ نفساً عميقاً ، وتصالح مع ماضِيك ، وتقبل واقعك ، وثِق بربِك أن مستقبلَك سيكون أفضلٌ ثُم ابدء بترتيبِ أولوياتِك ؛ ماذا تُريدُ حقاً ؟ وأين أنت الآن من تحقيق أهدافك ؟ وهل هذا هو الطريق الصحيح ، أم يلزم تعديل المسار ؟

المهمُ ألا تقفَ بمكانِك، ثُم قُم بالحدِ من دائرةِ المعارفِ والأصدقاءِ عَديمِي الجدوَى ؛ فصديقٌ واحدٌ وفيٌ يكفي ، وكلُ ما يخطرُ ببالِك من أسئلةٍ ؛أجب عليها بصدقِ ولا تخدَع نفسَك أكثرَ حتي لا تندمَ لاحقاً ، و كلما كنت جريئاً وواضحاً مع نفسِك ، وتمتلكُ من الشجاعةِ ما يكفي لاعترافِك بأخطائِك وإصلاحِها كلما تمكنت من الوصول إلي أهدافك أسرع فطريق النجاح غير ممهد للجميع ، ويجب أن تعلمَ أيضاً نقاطَ ضعفِك ؛ وكيفيةَ التغلبِ عليها ، وتفاءل دائماً مهما واجهتَ مِن صُعوباتِ الحياةِ ، وأعلم أن كلَ أزمةٍ مررتَ بها أتت لتُلقِنك درساً معيناً ؛ ولكنك بجهلِك تذمرتَ وضجرتَ فأتت الأخري أيضآ لصالحِك.

والآن انظر الي المرآةِ بصورةٍ إيجابيةٍ ، وأحبِب نفسَك كما هي ، وتأكد أن ما من أحدٍ كاملٍ ، وتذكر دائماً أن السعادةَ قرارٌ ، فهل يمكنك اتخاذ هذا القرار و الآن؟!

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: القناع والظل

عدد المشاهدات = 470 هناك مسألة نفسية تحدث عنها عالم النفس الشهير (كارل يونج) وهى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.