الخميس , 28 مارس 2024

عائشة الجناحي تكتب: خطأ طبي فادح!

= 1292

كثيراً ما ننخدع ببريق الأشياء من حولنا، معتقدين أنها من النفائس، وعند الاقتراب منها يصدمنا زيفها، ونتمنى لو اكتفينا بمشاهدتها عن بُعد. نحن في زمن المظاهر الكذابة، يصعب فيه التمييز بين الصالح والطالح، ننخدع في بعض الأشخاص، معتقدين أنهم يعانقون المثالية، ولا عيوب لهم، وعند الاقتراب منهم، نجدهم سراباً، فيصدمنا زيفهم.

تعاني إحدى الشابات من مشكلات كبيرة في التنفس، وينصحها الأطباء بحاجتها لإجراء جراحة تعديل الحاجز الأنفي، فتذهب إلى طبيب عربي ذائع صيته، وانتشرت سمعته الإيجابية على أغلب وسائل التواصل الاجتماعي.

ولكن، هل هذا الطبيب المعروف على قدر كافٍ من الكفاءة وتحمل المسؤولية؟ وهل المركز الطبي مجهز للعمليات الجراحية وإجراءات الإنقاذ في الحالات الطارئة؟

يحدد هذا الطبيب وقت العملية، والمدة المستغرقة (ساعتان)، وتدخل الشابة غرفة العمليات، وأثناء العملية، يحدث ما لم يكن متوقعاً، فبسبب إهمال الطبيب المعالج واختصاصي التخدير في التحدث، وعدم مراقبة المؤشرات الحيوية، كنبض القلب والضغط، تتدهور حالة الشابة، وتتعرض لمضاعفات خطيرة، يترتب عليها هبوط حاد بالدورة الدموية وضغط الدم، وانقطاع الأكسجين عن المخ. وبالتالي، يتوقف القلب لعدة دقائق، والذي أدى إلى دخولها في غيبوبة، بسبب تلف كبير في الدماغ.

في ذات الوقت، تتعجب خالة الشابة، لأن الطبيب حدد مسبقاً أن العملية ستستغرق ساعتين فقط، ولكن طال الانتظار لمدة خمس ساعات، ليكتشفوا بعدها أنه تم نقلها من الباب الخلفي إلى مستشفى آخر، بواسطة سيارة الإسعاف، ليتم إنقاذها، ومن دون إبلاغ الأسرة بالانتكاسات التي حدثت لها.

المخزي، أن هذه الفتاة بين الحياة والموت، وتتلقى الانتقادات اللاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي من الناس، ظناً منهم أنها كانت ترغب في إجراء عملية تجميل، في حين أنها كانت تعاني من صعوبة في التنفس، بسبب انحراف الحاجز الأنفي.

ليس كل ما يلمع ذهباً.

يجب أن نتحرى دائماً قبل إجراء أي عملية، عن كفاءة الطبيب وإمكانية المركز الطبي، من حيث توفر الأطباء والأدوات والأجهزة اللازمة في حالات الطوارئ. فإذا حدث أي خطأ طبي في أي عملية جراحية في مركز طبي لا يتوفر فيه الأدوات اللازمة لمواجهة المضاعفات المحتملة، فهي تعتبر كارثة.

وفي حالة الفتاة الشابة..حدث الإهمال الطبي، ولم تتوفر الأجهزة اللازمة لإنقاذها، فتم نقلها من مستشفى إلى آخر، فزاد حجم الضرر. ولأن المركز لا يوجد فيه الأطباء المختصون في حالات الطوارئ، لم يتم تطبيق الممارسات الآمنة والفاعلة لرعايتها.

نسأل الله أن يكتب لها الشفاء العاجل.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6571 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.