—
وقفت أمام عداد الشحن وهو يلهث وراء أرقام تتسابق لاحتلال الخانات الثلاث بينما تتجول الذكريات حول أركان سيارتي عن لقائي الأول به، أول كلمة شكر له حين أصلحها، أول نظرة اعجاب وهو يقدم نفسه ( مهندس أكمل)..وأهوي فن البالية، وحركات الجمباز، تلميحا للزي الرياضي وحذاء البالية النائم علي أريكة السيارة..
حتي جاء صبي التنظيف وأزال تطفل صورته من زجاجي الأمامي بمنظفه ذو الرائحة المنعشة، كم كره هذا العطر المميز بلقاءاتنا علي طريق العمل مدعيا حساسيته منه، و مشيرا إلي تلصص عيون الصبية لمكنون السيارة فتزداد حدة الأوامر لإزالة متعلقاتي من السيارة ثم من حياتي بمقايضة عبثية هم أو هو بل أنا أو هو..
انتهي الكاشير في عد المتبقي من فتات الافكار بينما يمتزج صوت المحرك بصحوة أريكتي مرحبا بحقائب المتعلقات.