الجمعة , 29 مارس 2024

حوار مع زوج (3-3): ماذا تريد المرأة من الرجل؟

= 2017

بقلم: عادل عبدالستار *

اتصلت بي احدى السيدات باكية تسألنى: هل المال وحده يكفى ان يشعر الزوجة بالامان؟!!

قلت لها: لم يكن المال يوما هو فقط ما تحتاجه الزوجة لتشعر بالامان.. فقالت إذن اخبرهم ياسيدى ما هو معنى الامان الحقيقى الذى تحتاجه الزوجة؟

ايها السادة ان مكالمة تلك الزوجة هى التى دفعتنى لكتابة هذا المقال تحت ذلك العنوان ولقد تأملت كثيرا فيما قالته تلك الزوجة ووجدت انه اصبح من المٌلح ان ننشر تلك الثقافه بين الازواج وقد يعتقد البعض ان هذا الكلام يبدو بديهيا ويعرفه كل الرجال ولكن الحقيقه وما نلاحظه ان نسبه كبيره من الازواج وحتى المثقفين منهم لديهم أٌميه نفسيه ولا يعرفون البنيه النفسيه للمرأه وما تحتاجه ، ولا يدركون شيئا عن سيكلوجيه المرأه الا من رحم الله … لذلك سنوضح فوق السطور التاليه بعض ملامح مفهوم الامان لدى المرآه وما تحتاجه من الرجل:

1 / على الرجل ان يتفهم جيدا طبيعة المرأه ومزاجها المتقلب وتأثرها الشديد حتى بتوافه الامور فعليه ان يستوعبها ويحتويها فى كل الاوقات فالمرأة بطبيعتها تحتاج من الزوج ان يصبح لها ابا واخا وابنا وصديقا وحبيبا …. عليه ان يفهم ويدرك متى تحتاج المرآه لكل تلك الحالات بمعنى متى تحتاجه كأب ومتى تحتاجه كأخ وصديق …الخ.

2/ تريد المرأة من زوجها أن يشعرها انها اميرته ويشعرها بانوثتها ويمدحها ويلعب معها وان يفاجئها بين الحين والاخر باى شئ حتى ولو بسيط كوردة يهديها اليها وما الى ذلك …. وان يحن عليها ويٌطبطب عليها ويشكرها على ما تقوم به وان يعاملها بلطف كما يعامل الغريبات وان يراعى غيرتها عليه ويقدرها والا يهملها ويدفعها للشك فيه والا يستفزها بتصرفاته الطائشه احيانا ليبث فيها الطمأنينه والأمان.

3/ ان يشعرها بالتقدير والاحترام والحب والاخلاص والا يتجاهلها ويساندها فى تحقيق ذاتها والا يعتقد ان نجاح زوجته يقلل من ذاته بل هو العكس تماما.

4/ عليه ان يفهم ان زوجته ليست امرأه حديدية او كما قالت لى إحدى الزوجات أن الرجل يريد زوجته “فول اوبشن”.. فيتصور أن عليها العمل خارج البيت وداخل البيت تربى العيال وتسهر وتٌرضع وتنظف وتطبخ وتنور فى الضلمه وتغويه بالليل وهو كل مهمته ان يعود من عمله يمسك الموبايل وينزل يقعد مع اصحابه ثم يعود فيقول انتى ليه معملتيش كذا وكذا….

فعلى الزوج ان يعى تماما انه قبل ان يطلب منها الكمال انه هو نفسه ليس كاملا وعليه ان يدرك ان الحياه الزوجيه انما هى شراكه ومشاركه فعليه قبل ان يستمتع بالأخذ ان يتعلم كيف يستمتع بالعطاء.

5/ على الزوج ان يدرك ان كلامه ليس قرآنا بل هو قابل للمناقشه وان يعلم اذا رأى بعض الخضوع من زوجته فعليه ان يقابله بكثيرا من الشهامه والنبل فهكذا تكون الرجال.

6/ على الزوج ان يغير مفهومه تجاه الاعتذار فعليه ان يدرك ان الاعتذار يكون من الطرفين وليس من طرف واحد دائما وهى الزوجه ، فالاعتذار حين يخطأ فى حق زوجته لا يقلل منه بل يرفع من شأنه لدى زوجته.

7/ على الزوج ان يعلم ان زوجته حين تزوجته لم تتزوج محفظه فلوس او واحد يصرف عليها وخلاص ولهذا من غير المقبول تماما انه كلما اختلفوا او طالبته بشئ من الحب والدلال والدفئ ان تكون اجابته انا مش مقصر فى حاجه وبشترى كل طلباتك فالامر ليس هكذا فهى تحتاج ان تلمح فى عينيه الاعجاب واللهفه عليها والشوق اليها وان يُعيشها لحظات من الحب الممزوج بالجنون.

8/ الزوجة تحتاج ان تتحدث مع زوجها بلا حدود وبلا خوف من ان يتعصب عليها او يعاقبها او يسخر منها او من طريقة تفكيرها ويُغلطها فى كل جمله من الحوار بل تحتاج ان تشعر انها معه تطير فى الهواء لانها تثق انه سيحميها وانه سيلتقطها حين تقع وليس كالغارقه فى البحر ولا تعلم هل سيسحبها وينجيها او يغرقها فى قاع البحر

9/ الزوجة تحتاج ان يبتسم الزوج فى وجهها ويتحدث اليها ويمازحها كطفلته المدللة وان يتخلى عن تلك النظره الجامده والصمت الذى يذبلها… تريد ان يخبرها بما يفعل حتى لا تقع فريسه للشكوك ثم تتوحش فجأه دون ان يفهم هو السبب ولكن السبب ان الاوهام والشكوك قد سيطرت عليها وذلك لغموضه جمعها …
فعليه ان يكون كالكتاب المفتوح مع زوجته ولما لا وهى السكن والدفئ … عليه ان يؤمن انه حتى ولو تعرى امامها فهى غطائه… تريد ان يشعرها انه يريدها لذاتها وليس لحاجته اليها …. حتى فى العلاقه الحميميه تريد ان تشعر انه يريدها لحبه لها وليس لجمال جسدها او لانها مجرد وعاء يفرغ فيه رغبته وشهوته.

اخيرا …إن اردنا ان نلخص ما تحتاجه المرأه فنجدها تتلخص فى الاحترام والتقدير والحب والاحتواء والحمايه والدلع وتَحَمْل مزاجها الأنثوى المتقلب وان يكون لها وحدها ولا يٌشعل غيرتها بغيرها سواء حقيقه او مزاحاً … وان يحترمها كانسانه ولا يراها مجرد جسد ويمطرها بمشاعره ويحتويها فى غضبها ويصالحها بعد الخصام ويتحمل اخطائها ولا يستغل ضعفها هذا ما تريده الزوجه من زوجها وهكذا تشعر بالامان.

حفظ الله بيوتنا …..حفظ الله مصر …..ارضا وشعبا وجيشا.
———–
* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: كلمات تأسر القلوب

عدد المشاهدات = 547 ما زلت أتذكر كلمات إحدى السيدات الإيجابية المرصعة بالرقي والتي ستبقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.