حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
—
منذ أيام قليلة، وتحديدا في أوسيم إحدى قري محافظة الجيزة، صدمنا جميعا خبر وقوع مذبحة مروعة ارتكبها شاب، بأن أطلق العنان لسلاحه الآلي يقتل الآمنين الأبرياء قتلا عشوائيا، حيث لم تفرق رصاصاته بين رجل وامرأة، أو بين طفل وشيخ كبير قريبا كان أو غريبا، وقد تساقط الضحايا جميعا ما بين قتيل وجريح، وأمام سطوة السلاح وجنون القاتل لم يمتلك أحد من الأهالي القدرة علي إيقاف المجرم أو التصدي له، وكانت رصاصات الغدر القاتلة من نصيب كل من حاول أن يقف في طريقه.
إلي أن حسم الموقف علي وجه السرعة قوات من قسم الشرطة وقام (الرائد عمرو عطيطو) معاون مباحث أوسيم بالتصدي له وإنقاذ أرواح الاهالي من براثن قاتل موتور.
وبغض النظر عن دوافع هذا المجرم سواء كانت خلافات عائلية أو كانت تحت تأثير المخدرات أو بسبب نزاعات مالية، فهذا ليس بيت القصيد ولكن النقطة الأهم في هذا الحادث، هو ذلك الموقف البطولي من ضابط مباحث القسم الذي لم ينتظر المجرم حتي يفرغ من جريمته أو تنفد رصاصاته وتحصد مزيدا من الأبرياء.
لكنه اندفع بنفسه وليس بأفراد جنوده، فداء لأهالي البلدة حتي استطاع الإجهاز عليه وإنقاذ الأهالي، وكان الثمن أن نالته بعض رصاصات الغدر هو وأحد معاونيه من أمناء الشرطة.
لقد كان هذا الموقف البطولي النقطة الأهم في هذا الحادث المؤسف.
حيث لم يتردد الضابط الشاب الشجاع لحظة واحدة لإنقاذ أهالي البلد، متناسيا أهله وروحه وسلامته، ووضعهم فداء لإنقاذ البسطاء الذين لا حيلة لهم أمام شر مستطير، دفع هو ثمن إنقاذهم ولم يتركهم ليواجهوا مصيرهم وحدهم.
إن مثل هذا الضابط وأمثاله من المخلصين، هو من يشعرنا بالأمن والأمان ويؤكد لنا أننا نعيش علي أرض بلدنا مطمئنين أننا لسنا وحدنا ولنا ضهر ودرع وسيف يحمينا.
وليست »خيبة» قناة الشرق الممولة .. مذيع عايش في تركيا بيعمل برنامج من قناة ويقولي (إنت مش لوحدك). .. أعتقد أننا بقليل من التفكير لازم نعرف كلنا أن الأمن والاطمئنان مننا فينا من ولاد بلدنا الجدعان.
واطمن… انت عايش في بلدك وانت مش لوحدك بجيشك وشرطتك وأهلك حواليك.
