الخميس , 18 أبريل 2024

عادل عبدالستار يكتب: إليك أمي..!

= 1386

لم أخش أبدا الكتابة عن اى موضوع إلا حين اكتب عن أمى … و ربما اجد لنفسى الف مبرر لهذا ..فكيف لمثلى ان يكتب عن مثلها … فأين نور السهى من شمس الضحى .. واين الارض من السما… واين الثرى من كوكب الجوزاء ..كيف اكتب عنها ولها فهى أمى التى كنت دائما اطلب منها ان تبقي “جنة” وتبقي “أرضا” تبقي وقت الحزن “يد” طبطبت… لما اشتكي تبقي جنبي لو بكيت تبقي “عزوه” و “ناس” و “أهل” تبقي “قلب” و “روح” و “عقل” تبقي مش حد ف حياتي .. تبقي كل حياتي تبقي وقت ما اخاف “أمان” تبقي اول كل حاجه بفتكرها ف كل يوم …. تبقي “حلمي” فوقت نومي و”الحقيقه” لما اقوم …. تبقي اول حد اروحله لو لقيتني ف يوم تعبت… تبقي “حب ب آلف دنيا وتبقي دنيا ف شكل “حب.

لذلك فقد استدعيت الحروف … ناديت الكلمات… جمعت الاحاسيس والمشاعر … عصرت فكرى مُحاولةً منى لاكتب عنها ولها وإليها ، رغم علمى مسبقاً أنى لم ولن استطيع وصفها، فهى الحب الصادق ، هى الرأفه والرحمه ، هى العطف و الصدق ، هى الاخلاص ، هى جودة الحياه … بل هى الحياه باكملها، هى امى ، امى التى كانت أجمل معزوفة طرب لها فؤادى… هى التى كانت تتنفس الحب فأحيا أنا على أنفاسها…كانت تحزن بحزني .. تفرح بفرحي … بل ربما أشد فرحا مني بفرحى.

ربما أمى لا تعرف حكمة سقراط ومبادئ أرسطو ولكن كان دائماً قانونها الحب وحكمتها الابديه ، ولقد علمتنى أمى أكثر من الكتب ومن الفلاسفه والمعلمين .

نعم إنها أمى التى بين يديها كَبُرت وفى أحشائها إبتدائاً نشأت وأول ما نطق لسانى بأسمها نطقت.

نعم اعلم ان امى الان ليست بيننا بل هى عند ربها ولكن هل لى من كلمه ارسلها الى روحها فى عيدها.. واولا وقبل اى شئ اسمحى لى ان اقول لك (كل سنه وانت طيبه) حتى وان كنت لست بيننا ، فلقد اشتقت كثيرا ان اقول لك تلك الجمله ، ولكن كيف اقولها وانت لست فى عالمنا فلقد رحلتِ ، ولكن على ما يبدو انك لم ترحلى وحدك ، فلقد رحلت معك ابتسامتى ورحلت معك طمأنينتى ، وجف نهر الحب وتوقفت شلالات الحنان ، ووخزنى شعور الوحده وانكشف عنى غطاء الدفئ ، وتحطمت جدران الامان ،ونقص قدرى بعد موتك وغابت عنى نَشوة اللذات ،أمى تعلمت ان البحر دائماً يعانق موجه الرمال والصخور و تشرق الشمس لتلف بدفئها الصحاري والبحور، ودائماً ما تتواجد الفراشات فى البستان وسط الورود والزهور ، ويوم رحلتِ أيقنت إنك دائماً كنت بحرى وشمسى وبستانى وزهورى.

و يوم رحيلك كأنى سمعت منادى يقول ماتت من كنا نكرمك من اجلها ، يا الله كيف لى ان احتمل رحيل من كنت اُكّرَم من اجلها .. نعم كل هذا حدث يوم ان رحلتى وكنت اتمنى الا ترحلى ولكن ما وقد رحلتى فأسأل الله لك الرحمه والمغفرة والعفو والعتق من النار وان تنعمى فى جنة الله. وكذلك موتى المسلمين

(حفظ الله شبابنا … حفظ الله مصر .. أرضاً وشعباً وجيشاً).

————
* ممرض بالطب النفسي.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3365 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.