الجمعة , 29 مارس 2024

عائشة الجناحي تكتب: الأطفال وشِباك الإدمان

= 1086

كان الطالب جالساً في ساحة المدرسة شارد الذهن، والحزن يتسرب بداخله، فيلحظ تواجدهُ أحد الزملاء فيقترب منه ويسأله «تبدو شاحباً هل ما زال والداك يتشاجران»، فيرد عليه بحزن «نعم، ولم أعد أشعر بالراحة بسبب هذا السيناريو اليومي في المنزل، حتى إن محاولات والدتي في إقناعي أن هذا الشجار أمر طبيعي لم يعد يخفف من ألمه في قلبي»، فيرد عليه ناصحاً «سأدلك على حبوب تشعرك بالسعادة دائماً، وستشعر مع مرور الأيام أن شجار والديك يمر مرور الكِرام، فهذا المخدر يتغلغل في أوردتك وكأنه يمتلك روحك ويضخ فيه السعادة».

من أسباب انتشار إدمان الأطفال للمخدرات هو التفكك الأسري، والذي له دور كبير في سقوطهم في شِباك الإدمان، خصوصاً إذا غاب عن محيطهم القدوة (الأب والأم)، الذين بإمكانهم توعيتهم وحمايتهم قبل الوقوع كضحية في عالم الإدمان والمخدرات، فالوقاية خير من العلاج، لذا من المهم أن يتواجد الحوار الذكي بين الوالدين والأبناء، ومشاركتهم النابعة من قلب محب في الأنشطة الاجتماعية في حياتهم اليومية حتى يشعر الطفل بأهميته، وأنه محل اهتمام وتقدير والديه.

ويجب على الوالدين غرس القيم الدينية في الطفل وتنويره أن الله وهبنا نعمة الصحة وسيسألنا عنها يوم القيامة، ومن المهم تعليمه قول كلمة «لا» للأمور التي تخالف قيمه الأخلاقية ليكون واعياً يعرف كيف يرفض الخطأ.

كما أنه لتحصين الطفل يجب أن يشعر بأهميته في العائلة والمجتمع، ليعزز نموه وتطوره اجتماعياً بطريقة إيجابية. أما الخطر الحقيقي فهو يكمن في رفاق السوء الذين يسقِطّون الأبناء في هاوية الإدمان، وتعاطي المخدرات، لذا يجب على أولياء الأمور معرفة أصدقاء الأبناء ومعرفة سلوكياتهم وأخلاقهم جيداً.

وللمدرسة تأثير كبير في حماية الطفل من شر الإدمان، وذلك بتوعية المعلمين بأدوارهم الأساسية لتصبح بيئة المدرسة مهيئة لحماية الطلبة من السلوكيات المنحرفة.

ويتوجب عليهم تثقيف الطلاب حول خطورة الإدمان وأضراره وكيفية مواجهته بإعداد برامج وقائية، تمكنهم من حماية بمعرفة كيفية التعامل مع رفاق السوء، ولكن لا يمكن لتجربة المدرسة أن تنجح في العلاج والوقاية بعيداً عن الأسرة، لذا يجب تسهيل عملية التواصل بين الأسرة والمدرسة لخلق بيئة مدرسية وأسرية خالية من الإدمان.

فجأة يتذكر الطفل درس المعلمة التوعوي عن الآثار السلبية للحبوب المخدرة على حياة الإنسان، وكونه الطريق المختصر إلى الموت، فيردُ على زميله «هذه السعادة التي تخبرني عنها مؤقتة، ولكن عذابها وأثرها السلبي كفيل أن ينهي حياتي في أية لحظة».

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 6872 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.