—
كان ذنبى إيه بس قولولى
وعلى غفله ليه تموتونى
قولتولى إعقل وإمشى جمب الحيط
إوعى صوتك يطلع لا تتشد يا ابو عبيد
قلت حاضر وسكت ورضيت بحالى
وحصللى اللى مخطرش على بالى
دا أنا كنت واقف على الرصيف
ماسك حته جبنه ومعاها رغيف
مستنى القطر يودينى على شغلى فى البلد
أبويا مات وبقيت راجل أمى ومش لسه ولد
لما ضاقت بينا الأحوال ميأستش ولا كليت
وبدل ما أكون مهندس مدنى رحت أزرع فى الغيط
صحيح مهندس بس سكت زى ما قلتولى وللريح طاطيت
طول عمرى ماشى جمب الحيط
كتمت طموحى جوايا وكل ما إتمنيت
وقلت لأمى متشيليش هم أنا سندك
بعد أبويا محدش غيرى هيشيل همك
ربنا هيساعدنا لحد ما تتعافى من مرضك
حد يزورنى ويطمنى عليها بعد رحيلى
ويبوسلى إيديها ورجليها ويكون بديلى
بس هتزورونى إزاى و فين
زمان أمى غرقانه فى دمع العين
يا ترى بعد ما إتفحمت هتعرفوا حتى ملامح وشى
عشان ترجعونى لأهلى ويقدروا يدفنونى فى قبرى
وأمى تتصبر بزيارتى وأفرح بشوفتها وأنا فى مدفنى
قولولها إما تشوفوها إبنك مامتش فقير ده مات غنى
قولولها بلاش يا أمى تعيطى ومتزعليش ده إبنك مات عفيف
رايح يجبلك لقمه عيشك ودواكى وفى إيده حته جبنه ورغيف
قولولها إنى صبحت على مصر بروحى مش بجنيه يا أمى
ودلوقتى بس طابت جروحى أنا عند المولى متشليش همى
ولما على الصعاب أقوم وأعدى وأموت شهيد فى سبيل بلدى
لازم تفرحى وتقولى دا إبنى كان روحى وسندى وبقى بطلى
إصبرى وتماسكى بحبل الله ياللى حملك فاق حمل الجبل
إحتسبى روحى عند اللى خلقها وخلاكى أم الشهيد والبطل