الجمعة , 29 مارس 2024

عائشة الجناحي تكتب: لم يعد للبيوت أسرار!

= 1492

«لم أكن أتقبل زوجتي في بداية ارتباطي بها ولكن اليوم أحبها بشكل يفوق التصور» عبارة ينشرها أحدهم مع مقطع تصويري لحياته الزوجية على مواقع التواصل الاجتماعي ليعبر عن مدى حبه لزوجته.

في ظل العصر الرقمي، تمكنت مواقع التواصل الاجتماعي من اكتساب شعبية هائلة من مستخدميها، فلقد كانت تنحصر في تبادل الآراء مع الأصدقاء والغرباء وكانت وسيلة للناس للعمل ونشر الإنجازات أو الخيبات وإيصال أصواتهم للعامة بهدف التحسين، ولكن اليوم كشّرت وسائل التواصل الاجتماعي عن أنيابها وكشفت الجانب المظلم والسلبي لتصبح من الوسائل الأكثر خطورة، وذلك لأن البعض فتح الباب على مصراعيه أمام الغرباء للاطلاع على التفاصيل الخاصة التي كانت في السابق غير قابلة للسرد أو النشر.

اليوم كشفت إحدى الدراسات أن مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها «إنستجرام» و«سناب شات» تعد من أكثر المنصات الاجتماعية التي تؤثر على الشباب نظراً لاستخدامها بشكل خاطئ ومبالغ فيه بهدف الشعور بالأهمية. فصحيح أن هذه المواقع لها دور إيجابي في تسهيل التواصل بين الأهل والأصدقاء المقيمين خارج الدولة، إلا أن نسبة كبيرة أصبحت تتسابق لعرض الحياة الخاصة على هذه المنصات لتحقيق أكبر درجة من الإعجاب للمحتوى المنشور، لذلك انعدمت الخصوصية عند بعض مستخدمي هذه المواقع.

أحيانًا تعرض بعض النساء خصوصياتها وتعبّر عن مدى حبها لزوجها، وأن حياتها مليئة بالرومانسية ولكن الحقيقة قد تكون عكس ما تنشره تماماً لأنها تحاول تعويض النقص الذي تعيشه في العالم الواقعي، بينما ينشر آخرون مقاطع بالغة الخصوصية لترويج قصة علاقتهم الزوجية الناجحة.

هناك أمور يفضل ألا يكون فيها الشخص على سجيته، وهذا يعني أن يوازن في نشر المحتوى على هذه المواقع، فبعض الأمور يفضل عدم نشرها نهائياً كالصور الشخصية غير المناسبة للأبناء وشريك الحياة أو تحديثات للتنفيس عن مشكلة عائلية أو التذمر من سلوك رئيس أو زميل في العمل أو مشاركة المتابعين التفاصيل الدقيقة للرحلات العائلية القادمة، فذلك قد يثير الضغائن في نفوس البعض.

«قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ» [يوسف: 5].

هو نبي ويخبر ابنه النبي ويحذره من حقد إخوته، فما بالكم بغريب الدار. حافظوا على أسرار بيوتكم وأبنائكم من العين المترصدة، فأنتم بالإهمال قد تضرونهم لذا حافظوا على حياتكم الشخصية فليس هناك أجمل من حياة شخصية مغلفة بالسرية مقدسة بتفاصيلها الدقيقة لا يقرؤها إلا أصحابها فقط.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: سندوتش المدرسة.. صدقة وزكاة

عدد المشاهدات = 7148 لا ينكر إلا جاحد ان الشعب المصرى شعب أصيل، شعب جدع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.