—
اتصل بى أحد الاصدقاء وأبلغنى برغبته فى الزواج .. وتحدث معى عن وجهة نظره فى هذا ورؤيته فى كيفية حدوثه … ومن هنا جاءت فكرة المقال والعنوان … واقول:
لن نتحدث هنا فوق سطور هذا المقال عن اسباب التعدد وهل هى منطقية أم لا …فهذا الامر قد قُتل بحثاً .. ولكن اريد هنا أن اشير الى أمرينً:
اولا …. هناك عدة نقاط علينا أن نراعيها تماما أذا ما كان الزواج الثانى أمراً حتمياً:
1/ عليه أن يسأل نفسه جيداً هل هو حقاً يحتاج الى الزواج الثانى ، هل لدية سبب وجيه بالفعل للقيام بهذا ، هل السبب الذى دفعة للزواج الثانى حاول جاهداً أن يجد له حلا مع زوجته الاولى ، هل بذل مجهودا بالفعل فى هذا ، لان الطب النفسى أشار الى أنه اكثر من 90 % من الزواج الثانى يكون من اجل المتعة وفقط !!!
2/ إن القدوم على الزواج الثانى ليس معناه بالضرورة هدم الزواج الاول .. بل معناه زيادة المسئولية عليك ايها الزوج فعليك أن تصبح أكثر حكمةً واكثر نضجاً واكثر عدلاً.
3/ عليك حين أختيار الزوجة الثانية أن تكون حريصاً أكثر بكثير من أختيار الزوجة الاولى وذلك لاسباب
أ / ألا تضطر للزواج مرة اخرى وبذلك تكون على حافة الهاوية
ب / إن الزوجة الثانية عاجلاً او أجلاً ستحتك باولادك فعليك أن تُحسن إختيار من سيكون بصحبة اولادك
ج/ إن الزوجة الثانية أيضاً ستكون شرفك وعرضك وستحمل اسمك ، فعليك ألا تعتبره مجرد رحلة سياحية فلا تراعى فيها القيود والاعراف
4/ عليه إخبار زوجته الاولى بقدومه على الزواج …وشرح أسبابه وتوضيح كيف ستسير الامور بعد زواجه الثانى من حيث .. المصاريف ،رعاية الاولاد ، المبيت ، الفسح ، الخروج ، الامور الاجتماعية ، كل شئ مهما كان صغيراً .. عليه أن يوضح هذا وبشكل تفصيلى ، أعلم تماماً أن زوجته لن تكون فى وضع نفسى يسمح لها بإستيعاب كل تلك التفاصيل الا ان هذا الامر سيحدث فى نفسها شئ من الهدوء ستشعر به لاحقاً.
5/ من المعروف والمؤكد أن زوجته الثانية ستسأله عن سبب زواجه ثانيةً .. وهذا امر معروف ومفهوم ومقبول ، ولكن على الزوج أن يكون راقياً فى عرض الاسباب ، دون تجريح فى الاولى، أو إفشاء سرها ، فهذا لا يليق به فهى فى النهاية زوجته وعرضه وشرفه عليه حين التقدم للثانية الا يستبيح الاولى.
6/ عليك أن تضع اولادك نصب عينيك ، فهم دائما ضحية التعدد والطلاق ، وعليك أن تسأل نفسك جيداً هل ستكون قادراً حقاً أن تكون متوازناً بين هذا وذاك ؟
ثانياً … ما هى الرؤية النفسية فى التعدد بشكل عام … بصرف النظر عن الاسباب الدافعه له ..فالاسباب ترجع للزوج وحده وعليه أن يقيم أمره وحالته .
1/ هناك مبدأ عام يشير له الطب النفسى … وهو أن من تزوج أمرأه ملأت العقل والقلب فمن الندالة وعدم الرقى التعدد .
2 / من تزوج أمرأة لا تملأ العقل والقلب فالطلاق هو الانسب وليس التعدد .. لانه سيؤذى زوجته دون ان يشعر … الا اذا حدثت مفاوضات بينهما وارتضى الطرفان بها.
3 / بعض انواع الشخصيات لا يناسبها التعدد نهائياً……مثل:
أ / الشخصية الحساسة لا يناسبها التعدد لانه ايضا سيفشل حتماً .
ب / الانسان صاحب الشخصية القلقة لا يناسبه التعدد لان السبب الذى دفعه للتعدد اصلا كان قلقه وليس لوجود سبب حقيقى .. وسيحدث هذا مجدداً فى زواجه الثانى .
ج / الشخصية المزاجية ايضا لا يناسبها التعدد .. لانه ايضا بعد فترة سيتغير مزاجه ونرجع للمربع رقم صفر.
واخيراً … اقول … إن قرار التعدد إن لم يكن صائبا تماما عند اتخاذه فليعلم الجميع ان حينها سيكون التعدد جزءًا منه المتعة وغالبه الهم.
(حفظ الله بيوتنا … حفظ الله مصر … ارضاً وشعباً وجيشاً)
————
* ممرض بالطب النفسي.